facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حماس .. التحرير من المخيم إلى المخيم


محمد حسن التل
16-06-2007 03:00 AM

من كان يظن ان التنظيم المسلح الذي انطلق وأعلن عن نفسه عام 1987 تحت اسم حركة المقاومة الاسلامية «حماس» والذي التفت حوله الامة وانحنى له الجميع تحت شعار تحرير فلسطين من الماء الى الماء ، أن ينتهي الى هذا الواقع المرير وان ينتهي كما اراده اعداؤه باحثا عن السلطة ، واي سلطة؟ سلطة لا حول لها ولا قوة، من كان يظن ان مقاتلي حماس يسجدون لله شكرا ، ليس على ابواب الاقصى ولكن امام مقار امنية ، من المفترض انها وجدت لحماية الشعب الجريح في فلسطين المنكوبة.
حماس بعلمها او بدون علمها ، قدمت نفسها لاعدائها على المذبح بيدها. من يستطيع ان يقتنع الان انها لا تخوض معاركها بحثا عن مكاسب الحكم والسلطة كما قلنا ، حكم لا يملك من امره شيئا وسلطة بلا سلطة.
هل مُسخ شعار تحرير فلسطين من الماء الى الماء ، الى تحرير غزة من المخيم الى المخيم؟ لماذا يصر القائمون على حماس الان على قتل الحلم الجميل الذي كان يحمله الناس تجاه هذه الحركة التي رأى المسحوقون فيها بارقة أمل وشعاع فرح؟

حماس منذ ان رضيت ان تدخل في لعبة اوسلو من خلال مشاركتها في الانتخابات التشريعية ثم تشكيلها للحكومة الفلسطينية التاسعة ثم العاشرة ، اصبح سلوكها السياسي يتواكب مع مخرجات اوسلو التي ظلت الحركة تسمعنا ليل نهار بأنها ترفض هذه اللعبة التي اغتالت حلم الشعب الفلسطيني ، على حد قول زعماء حماس ولم تعد تنطلي قصة الواقع غير المبدأ واللعب بالالفاظ على احد ، اين عقلاء حماس ، أين قيادتهم من صرخات الامهات الثكالى والصبايا الارامل والاطفال اليتم؟ هؤلاء الذين كانوا يلوذون بحماس وقت الشدة يهربون اليوم من امام مقاتليها الاشاوس الملثمين الذين اصبحوا يكبرون عندما يقتلون وينهبون ويسطون.

نكتب هذه السطور وكأن حبر القلم من دمنا وكأننا نكتب على جلودنا بسكين حادة ، وذلك حزنا وألما على الواقع الذي وصلت اليه هذه الحركة والغضب على القائمين عليها والذين سعوا لهذا الواقع وبنوا عليه سعيا وراء مكاسب بات الكل يعرفها.

حماس لم تعد تختلف عن حزب عربي يقاتل من اجل السلطة ولم تعد تستطيع ان تزاود على أحد في هـذا الموضوع.

لقد سمع قادة حماس مئات المرات نصائح بالانسحاب من هذا الوحل وأن يعودوا الى ما كانوا عليه ويردوا البضاعة الفاسدة لاهلها وينقذوا ما يمكن انقاذه من تاريخ هذه الحركة ، قبل ان تصل الامور الى ما وصلت اليه لكن دون جدوى حتى وقع المحظور ، ماذا كان يظن الاخوة في حماس ، ان يقف البيت الابيض الى جانبهم في صراعهم مع فتح ام كانوا يظنون ان العرب سيغيرون من موقفهم ويقفون الى جانبها في مواجهة ابي مازن ، ألم يفهموا الرساله منذ ان فازوا في الانتخابات التشريعية وذاك الحصار الذي ضرب على الشعب الفلسطيني منذ اعلان النتائج لماذا ظلوا يحاولون الحفر في الصخر حتى وصلت الامور الى هذه النتيجة الدامية.
لا أحد بالطبع يحمّل حماس مسؤولية ما حصل وحدها، ففتح ايضا وقعت فريسة قلة من المتنفذين والذين تبنوا افشال تجربة حماس في الحكم والكل يعرف القصة ولم تعد فتح فتحا منذ ان غابت أو غُيبت قيادتها التاريخية بغياب ابو عمار الذي قاد الشعب الفلسطيني في احلك الظروف واقساها، دون طلقة رصاصة واحدة ترتد الى الصدر.

مطلوب من محمود عباس اليوم ان يتعامل مع الازمة كقائد للشعب الفلسطيني كله ، لا كزعيم لفتح وحدها ، عليه ان يتحمل مسؤولياته التاريخية في هذه اللحظات الحرجة التي يمر بها مصير الشعب الفلسطيني وان يتخلى عن حماية من يريدون تمزيق الشعب الفلسطيني ، وان يستفيد من هذا الزخم الدولي والعربي الذي يقف وراءه لمصلحة ابناء شعبه لا مصلحة قيادته فحسب.
اما الموقف العربي المشبوه ازاء ما يحدث على ارض فلسطين فهو ليس بجديد ، فقد كان موجودا عندما كانت اسرائيل تذبح الفلسطينيين ابان الانتفاضات ، فالموقف العربي اليوم ليس غريبا ، ومن يطالب العرب باكثر من ذلك فهو لا يقرأ جيدا في السياسة.

على حماس ان تسجل موقفا تاريخيا وتعلن انسحابها من المجلس التشريعي والحكومة ، وتعود الى ما كانت عليه في السابق ، علها تحافظ على ما تبقى من رصيدها لدى الشارع العربي والاسلامي ، هذا اذا بقي لها شيء من هذا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :