من أوراق المئوية: أدوار للجيش العربي فـي الحرب العالمية الثانية
محمد يونس العبادي
23-03-2021 12:13 AM
كان للقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، دور في الحرب العالمية الثانية، إذّ ساهم في القتال إلى جانب الجيش البريطاني، والتصدي لثورة رشيد عالي الكيلاني الموالي لهتلر، وذلك في أيار 1941.
وبين الوثائق التي تشرح بعض أدوار جيشنا، خلال هذه الحرب، هي برقية موجهة من ضابط بريطاني، إلى الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، وهي مؤرخة في الثالث من حزيران 1941م.
وجاء فيها: «بمناسبةعودة قوة البادية من العراق أحب أن أبعث إلى سموكم بأحر تهانيّ على العمل الباهر الذي قامت به بقيادة قائدها وجميع الضباط والرجال في الواجب النبيل لاستعادة الحرية والحكومة الدستورية».
كما حظي دور قواتنا المسلحة، بإشادات بينها ما تعبر عنه برقية من جنرال بريطاني آخر (الجنرال ولسن)، موجهة إلى الملك المؤسس، في الرابع من حزيران 1941م؛ وجاء فيها «يطيب لي أن أعرب لسموكم عن تقديري وشكري للخدمات القيمة الباسلة الممتازة التي قامت بها قوة البادية من الجيش العربي وقائدها في العمليات التي أنجزوها في العراق بمؤازرة الجيش البريطاني وسلاح الجو».
الجنرال ولسن، أشار في برقية أخرى إلى جهود الجيش العربي بقوله إنّ قوة البادية الأردنية في السخنة.. قامت بأعظم عملية ناجحة، فقد أسرت ثمانين أسيراً وست سيارات مصفحة واثني عشر متراليوزاً، فأقدم لسموكم تهاني مشفوعة بكل احترام على روح العمل وصفات القتال في قواتكم».
ولمّا اقتربت الحرب العالمية من نهايتها، تظهر برقية من ضابط بريطانيٍ إلى الملك المؤسس، مؤرخة في الثامن أيار 1945م، الأدوار التي قامت بها قواتنا المسلحة خلال هذه الحرب.
وجاء فيها «بمناسبة الانتهاء الظافر للحرب في أوروبا، أشعر بأنه من واجبي أن أقدم إلى سموكم (سمو الأمير) بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن الجيش البريطاني في الشرق الأوسط تشكراتي الخالصة على الخدمات الجلى التي قدمتها شرقي الأردن والجيش العربي للقضية المتحدة».
وتضيف البرقية «إنّ البسالة والثبات اللذين أبداهما سموكم في السراء والضراء طيلة سني هذه الحرب الطويلة كانتا محل إعجاب القادة البريطانيين في الشرق الأوسط».
وشرحت البرقية أهمية دور قواتنا المسلحة، بقولها: «عندما كانت بريطانيا في سنة 1941 في موقفها الحرج، وقف الجيش العربي وقفة صادقة بجانب حلفائه البريطانيين، وقد قام جنود سموكم بدور هام في عمليات العراق وسوريا، ولولا مساعدتهم في عمليات العراق لكان من الممكن أن تتخذ هذه العمليات شكلاً آخر».
بسالة جندنا خلال هذه الحرب، وفي توقيتٍ كان فيه العالم يخوض حرباً انحازت فيها أغلب الإنسانية إلى دول الحلفاء، يعبر عنه ما جاء في ذات البرقية، إذ أعربت عن أسفها لأنّ الفرصة لم تتح لقواتنا الأردنية بالاشتراك في العمليات الحربية في أوروبا».
وتضيف البرقية «إنّ نظام الجيش العربي قد استوجب احترام القادة البريطانيين، وقد كانت علاقاتهم بالجيوش البريطانية دائماً علاقات الزمالة العسكرية المخلصة».
لقد حارب حيشنا العربي في بعض ميادين الحرب العالمية الثانية في جوارنا، وهو واحد من الجيوش المنتصرة في هذه الحرب، رغم حداثة عهده، ولكنه دور أسس لخبرة قتالية عبر عنها ما خاضه جيشنا الباسل من أدوار في حماية القدس ومدن الضفة الغربية لاحقاً.
الرأي