فكرة غربية او أمريكية بالأحرى نشأت في ظل التفكك الأسرى الذي يعاني منه الغرب وانشغال أفراد الأسرة كل بحاله والابتعاد في أماكن الإقامة وقلة التزاور والتضامن في المناسبات الاجتماعية وفي الحياة العامة والانصراف إلى الملذات دون اعتبار للشعور مع بقية أفراد الاسرة.
فجعلوا يوما واحدا في السنة لتذكر الأم وزيارتها وتقديم هدية رمزية لها بهذه المناسبة وهو امر يتناسب مع طبيعة مجتمعهم وطبيعة العلاقه السائدة بين أفراد الأسرة الواحدة.
ونحن العرب والمسلمين الذين لا يمتلكون شخصية مستقلة وتفشي ظاهرة الارادة المسلوبة حتى في اعتقادنا وفكرنا وتخلينا عن ثوابتنا وعاداتنا وتقاليدنا في سباق محموم لتقليد الغرب في كل ما ينشأ عندهم من تطورات عاداتية بإستثناء التقدم العلمي والتقني هرعنا لنجعل يوم الحادي والعشرين من آذار يوما للاحتفال بها وتقديم الهدايا للامهات وإقامة الاحتفالات دون الرجوع إلى نهجنا الأصيل وعقيدتنا الغراء.
الأم في الأصل عندنا هي واحة الأسرة والحضن الدافئ للاسرة ومنارة للعلم والعاطفة ومرجعية للغالي والنفيس فهي الوالدة والمرضعة والمربية والأنيسة والقائمة على شؤون البيت وهي ملاذ الأبناء في السرائر والضرائر.
وهي بهذا الوصف الوجيز الذي لا يوفيها حقها تاج وباج وديباجة ودحنونة مورقة وعبق يفوح ويتضوع في كل مكان ويأخذ مكانة التقدير والتبجيل والطاعة والعناية والشكر والعرفان.
وليس من المعقول او المقبول الاحتفاء بها في يوم من السنة ثم نسيانها ولكن العناية والاهتمام والتواصل ينبغي أن يكون موصولا غير منقطع ومهما قدمنا للامهات فلن نبلغ حقوقهن وما لهن علينا من فضل وفضيلة وعز وشموخ.
حفظ الله الأمهات وهدى الأبناء والبنات للاهتمام بالاباء والأمهات في كل حين.