صورة "عارف" في محفظة "أمين"
شحاده أبو بقر
21-03-2021 09:15 PM
فعلا هو الزمن الجميل كما وصفته "عمون" في عرضها لقصة شهيدين من شهداء معركة العز والكرامة، "معركة الكرامة الخالدة" وهما الشهيد البطل عارف الشخشير والشهيد البطل راتب البطاينة، كما يرويها العميد الركن المتقاعد أمين المحيسن.
هي واقعة تتجسد فيها مشاعر الصدق والوفاء، لا الكذب والرياء، وفي أعظم معانيها وأزهى تجلياتها، لا بل هي ترقى في معانيها كما أرى لأن تدرس في مدارسنا عن زمن جميل حقا، ورجال رجال أنقياء أوفياء أبطال حقا.
راتب إبن إربد الجليلة يقسم ويبر بقسمه على الثأر من عدو نتن لرفيق دربه وسلاحه عارف إبن نابلس الجليلة، ويلحق به شهيدا بعد أن أبلى البطلان الإثنان بلاء رائعا في الدفاع عن ثرى الأردن الغالي في معركة الكرامة العربية المستردة، كما دافعا عن ثرى فلسطين الغالي، وبكل بسالة لا تعرف سوى الإصرار الرجولي على أن تتمرغ أنوف الأعداء المتغطرسين بغبار الوطن الطاهر.
وفي خط مواز تماما لمعاني البطولة والوفاء، يسطر العميد المتقاعد أمين المحيسن إبن الطفيلة الجليلة، واقعة تقول لكل رويبضات الزمن الصعب، هؤلاء هم العسكر، أهل المروءة والشهامة والوفاء، فما زال هذا الطفيلي الصادق، يحتفظ بصورة الشهيد عارف في محفظته منذ ثلاث وخمسين سنة مما تعدون!، وفاء للشهيد الذي إفتدى الوطن بروحه، وأجزم أنه لو وجد صورة لراتب لتعطرت بها محفظته إلى جانب صورة رفيقه عارف.
بإختصار يغني عن كثير من هذيان هذا الزمان.. معركة الكرامة بشهدائها وأبطالها الغر الميامين، مرغت أنوف الصهيوني موشي دايان وجنوده بالتراب بشهادتهم هم وليس نحن، وأعادت للأمة كلها كرامة هدرت في زمن هزيمة وإنكسار عام 1967، فلأول مرة في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية يطلب العدو وقف إطلاق النار قبل الغروب لإخلاء قتلاه وسحب دباباته وآلياته المدمرة في جنح الظلام.. وبأنفة القائد الأعلى يرفض الحسين رحمه الله، حتى يقرر هو، متى يصمت السلاح وهكذا كان.
سلام على شهداء جيشنا الباسل وسائر شهداء الأمة، وليعلم الطارئ الخفيف الذي يهدد بإحتلالنا في ساعتين، أن شباب الأردن جميعا مشاريع شهداء إن حاول معتد ظالم لحظة تجريب نفسه.
والله من وراء قصدي