facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مثلث متساوي الأضلاع موجع للأردن ..


د.سهام الخفش
20-03-2021 11:09 AM

لم يعد بيننا وبين انهيار المنظومة الصحية في ظل تفشي فايروس كورونا إلا خطوات قليلة ، فالأردن يواجه أسوأ كارثة صحية في هذا القرن ، لم تكن في الحسبان ولا في التوقعات ولا حتى في علم الفلك والتنجيم ، هذا الضلع الذي أطاح برؤوس كبيرة ، وكشف عورات النظام الصحي ، والتخبط في إدارة الأزمة ، فخلية الأزمة أصبحت تحتاج الى إدارة أزمة أخرى لتديرها ، تناقضات في التصريحات ، عبثية في القرارات ، عدم ثقة المواطن بالخدمات الصحية ، حتى المطاعيم أصبح مشكوكًا في أمرها وانعدمت ثقة الشارع فيها ، كذلك قد نجد بعض الكوادر الصحية وهم الجيش الأبيض الذي يجب أن يكونوا خط الدفاع الأول والمحصن بالمطعوم ، لا يزال عدد منهم لم يتلق المطعوم لأسباب غير معروفة .

الحكومة تواجه حربًا شرسة مع هذا الفيروس والمواجهة عنيفة، والخوف كبير جدًا بين أروقة السلطة ولا يمكن الاستهانة به.. في حال خرج النظام الصحي -لا قدر الله- عن سكة الخدمة ، معنى ذلك الموت سوف يكون بالمجان، في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية متردية جدًا وذلك الضلع الذي لا يقل خطورة عن الوضع الصحي ، وقد أوجع بيوت الأردنيين ، فتفشي البطالة والفقر كتفشي الفيروس وكلاهما أخطر من الآخر ، ولمعالجة هذا الملف الشائك ، نحتاج إلى إدارة حكيمة توازن بين هذين الملفين وليس أحدهما على حساب الآخر .

ومع ذلك ليست الحكومة وحدها المسؤولة عن هذا التفشي أمام مواطن مستهتر ضارب القوانين وأوامر الدفاع عرض الحائط ، فالمسؤولية مشتركة وعلى الجميع اتباع القواعد والسلامة العامة .

إضافة إلى ذلك فإن من المعروف أن وزارة الصحة حاليًا في وضع مادي متأزم، وهي جزء من ميزانية الدولة المنهكة أصلاً ، والمطلوب حاليًا هو دعم الوزارة والالتفاف حولها؛ لرفد الوزارة بالكوادر والكفاءات ، وأن يعلق كبار الدولة والمسؤولون ناقوس الخطر ، والعمل على دعم ميزانية الصحة سواء من القطاع الخاص أو المتنفذين المقتدرين في هذا الوطن والذين أكلوا من خيراته أيام العز والرخاء -وأهلا يا سيدي وتأمر سيدي-

في هذه المرحلة الصعبة على الجامعات وكليات الطب والتمريض أن تكون بالميدان وترفد الكوادر الصحية المنهكة، .وتحسب ساعات العمل الميدانية من الساعات الدراسية ، نحن في حرب وفي ظرف استثنائي ، إن خرجت الأمور عن السيطرة سيكون الخاسر هو الوطن والأجيال القادمة ، الوطن ليس بالأغاني والأهازيج وهاشمي هاشمي ، الوطن بحاحة الى سواعد لتبني وليس لتدمر.

وما يقلق الجميع حاليًا ، هو ما يحدث على الصعيد الداخلي ومحاولة البعض التحريض والعبث بالأمن والوحدة الوطنية مطالبين بالإصلاح والعدالة .

الكل يعلم بأن لدينا خلل وترهل إداري وفساد متأصل ومتجذر بين أركان ومؤسسات الدولة ، والجميع يطالب بالإصلاح ، أحزابًا , وأفرادًا ، ومثقفين ، وكُتّاب ومؤسسات مجتمع مدني ومجلس الأمة الموقر ..والكل يتمنى ويترقب أن يرى وراء القضبان من نهبوا وعبثوا بمقدرات الوطن ، ومن هم ضد الإصلاح الذي لا يتناغم مع مصالحهم ومنافعهم الشخصية .
ولكن مع احترامي لهذه المطالب المحقة إلا أننا لا نسعى إلى صب الزيت على النار ، في وقت عصيب ، وفي وقت نحن بأمسّ الحاجة إلى الوحدة الوطنية .
الظرف دقيق وحساس والمعادلة الثلاثية صعبة للغاية.
الكل يتمنى الإصلاح، وسيكتب التاريخ مَن هم المخلصون؟ ومن هم الفاسدون؟ وستحاسبهم الأجيال القادمة ، لا نريد التحشيد في هذا التوقيت الصعب ، ونأمل من الأحزاب والمؤسسات الوقوف صفًا واحدًا لأجل الوطن ، وعلينا أن ندرك بأنّ هناك فرقًا شاسعًا بين الوطن والحكومة ، فنحن نحاسب الحكومات الفاسدة ، ونحمي الوطن بكل ما لدينا من قوة ، لأن الوطن أكبر منا جميعا ولنحتكم إلى لغة الحوار والعقل .

حماك اللّٰه يا وطني وليذهب كل فاسد الى مزبلة التاريخ ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :