لمحة تاريخية .. وواقع صحي منهك
ميس مصطفى البرماوي
20-03-2021 10:20 AM
المؤسسة الطبية العلاجية والمجلس الصحي العالي.
تعاظمت النهضة الصحية في المملكة الأردنية الهاشمية في الفترة التي بدأت بها المؤسسة خدماتها .وأصبحت مهمتها علاجية ومسؤوليتها مستشفيات وزارة الصحة والخدمات الطبية والمستشفيات الجامعية. وأصبحت مسؤولية وزارة الصحة المراكز الصحية والرعاية الصحية الأولية والأمومة والطفولة.
لم يأت ذلك من فراغ.
فلقد كان هناك عمل دؤوب للرعيل الأول من الأطباء والذي بدأ بمديرية صحة مسؤولة عن العيادات المنتشرة في إمارة شرق الأردن ومرتبطة ب وزارة الداخلية.
وفي عام ١٩٥٠ تأسست وزارة الصحة في عهد الملك عبدالله الأول.
وفي عهد الملك الباني شمّر جيل من الأطباء الشباب عن سواعدهم وبدأوا ببناء صرح طبي ،أصبح بعد تأسيس المؤسسة الطبية العلاجية مرجعاً لدول الإقليم ، وامتد عالمياً ،فكانت عمليات القلب المفتوح وزراعة القلب والكلى ورعاية المواطنين وأفراد القوات المسلحة علاجياً ... ولكن. !نفر قليل استغلوا مواقعهم وتأثيرهم على مجلس النواب المنتخب عام ١٩٨٩ الذي استطاع بدوره أن يلغي قانون المؤسسة الطبية العلاجية .فزال صرح طبي لم ولن يعوض.
بعد ذلك كان لا بد من بديل ! فجاءت فكرة المجلس الصحي العالي ، ليصبح مظلة قانونية لمستشفيات الخدمات الطبية و مستشفيات وزارة الصحة والجامعية والإشراف على المستشفيات الخاصة ، ليكون من أعماله إعداد الموازنات لهذه المستشفيات والإشراف على لجنة عطاءات واحدة و الإشراف على تجهيز وتزويد هذه المستشفيات لمنع الإزدواجية وهدر المال العام .
شكلت لجنة من وزارة الصحة والخدمات و مستشفى الجامعة الأردنية ونقابة الأطباء بموافقة رئيس مجلس الوزراء لإعداد قانون لهذه الغاية عام ١٩٩٣.
ناقشت اللجنة هذا القانون بديوان التشريع في الرئاسة وبقي هناك.
في عام ١٩٩٩ صدر قانوناً مختلفاً ....مهمته تنظيم العمل الطبي وتطويره بجميع القطاعات وتقييم السياسات الطبية والإستمرار بتوسيع مظلة التأمين الصحي ورفع كفاءة العاملين وإعداد الإستراتيجية الوطنية للقطاع الصحي وتقييم السياسات الصحية وإعداد موازنة المجلس ورفعها للرئيس.
منذ ذلك التاريخ تراجع الوضع الصحي والطبي ولم يتحقق أي بند من المقرر وبقي حبر على ورق. وقد كانت اجتماعات للمجلس وصفها أحد وزراء الصحة السابقين بأنها إجتماعات للتثاؤب والنعاس. فرسم السياسات ووضع الإستراتيجيات ورفع مستوى العاملين لم يمنع كارثة مستشفى السلط والأوكسجين وسوء إدارة المسؤولين التي تدل على تدني المستوى الطبي والفني والإداري في مستشفى حديث جداً
ولهذا لا بد من التفكير بطريقة تلائم عصر التكنولوجيا لإنقاذ الواقع الصحي في الأردن ، خاصة ونحن نواجه مع بقية العالم قضية الكورونا المستعصية ، عسى أن تكون حافزاً للمعنيين بالرعاية الصحية والطبية.