غريب بل غريب جدا ما يحدث على الاراضي الفلسطينية من اقتتال بين عناصر حركة فتح وعناصر حركة حماس، الاغرب ان كل ما نسمعه بان ايدي غريبة تعبث بين الطرفين لاشعال نيران الفتنة وكأن القتلة والمقتولين غير معروفين. كلام وتصريحات مفذلكة نسمعها ليلا ونهارا على شاشات التلفزة ولكن ما لا يخفى على احد ان القاتل والمقتول واحد ذلك هو الشعب الفلسطيني.
يجب علينا ان نعترف جميعا بان جميع المبررات والروايات سواء أكانت صادقة او كاذبة التي يبثها رموز الحركتين هي في نهاية المطاف «كاذبة» سيما وان خلفها دماء لابرياء.. دماء لم تجد لها طريقا في صفوف الشهادة او النضال سالت تحت اسم الاقتتال الداخلي واشعال الفتنة.
من هم المتسببون ومن هم المترصدون؟ عبارة ما عادت تعني طفلا فقد اهله على يد اخوته وابناء جلدته من شعبه.
العار اصبح كلمة تلازم من رفع ويرفع السلاح في وجه شقيقه الفلسطيني، فلم تعد تعنينا المبررات الواهية، والادعاءات الكاذبة، وبخاصة ان الوعد والعهد لدى هاتين الحركتين اصبح مجرد شعار يطغى لكسب المزيد من المكاسب اللوجستية والمادية في بعض الاحيان.
التدخلات السياسية والتشعبات الانثروبولجية والعقائدية ايها الفصيلين المتقاتلين لن تسكت للاقصى صوت او اذان على الرغم من الاحتلال ولكنها اسكنت في قلوبهم الرحمة والمودة والمحبة وجعلت منكم ابواقا ناعقة بحجج واهية لا تبرر بالضروة قتل الروح التي حرمها الله الا بالحق، فما هو الحق الذي ازهقتم في ظلاله ارواح الاطفال والشيوخ الابرياء.
ايها القتلة لن يسامحكم التاريخ، ولن تغفر لكم دماء الشهداء التي سالت في الدفاع عن وطن غائب بكل رجولة وهدف.
وبالمقابل سالت من خلالكم الدماء من اجل مصالح ذاتية دنيئة لا تخدم الا فئة بسيطة اتخذت من الحياة وحب السلطة سبيلا.
اي نظريات ومسوغات تلك التي تدفع فتحاوي او حمساوي لرفع السلاح المقدس في وجه الاخر والعدو الصهيوني والمؤامرات تتربص في وجه كل ما هو حي على الارض الفلسطينية.
ان ما يحدث من اقتتال داخلي على الاراضي الفلسطينية لم يعد مقبولا بعد ان اشتكت الاراضي المقدسة التي لم تعرف يوما سوى دماء الشهداء ... الشهداء الشرفاء والابرار، ولم تعرف لونا او طعما لدماء الاقتتال الداخلي الذي ينبذه رب العرش.
وصمة عار ستبقى عنوانا للسلطويين ومحبي الحياة بدون دين ترافق كل من شارك ويشارك في هذا الاقتتال اللعين، فلم يعد احد يقتنع بالمبررات والاحاديث والالغاز التي ينعق بها الطرفان كلما اشتد القتال وسال الدم الفلسطيني الاغلى.
كفاكم تحد .. كفاكم كذبا .. كفاكم خداعا لشعب ادرك نواياكم الانية والمصلحية ولم يمنحكم هذه الشرعية للاقتتال الذاتي، للنفس الواحدة.
رئيس هيئة المحررين/جريدة المواجهة