اذا افترضنا ان الذكاء يشكل محتوى القياس بين نسبية الصح وانحرافات الخطأ فى الميزان القرار، وكانت العقلانية والعقل الاداة الضامنة لتسيير سير العمل، واخذت الحكمة مكانتها لتشكل اداة التفعيل وتطوير المحتوى، فان التواضع هنا هو العامل الضابط الذى يجعل من ميزان القرار بقبول الخطا باعتباره فرضية نسبية، كما يقبل بالتصحيح باعتباره جزءا من معادلة التصويب، عندها يقام باعادة ميزان المنهجية ويقام معها باصلاح وتغيير محتواها وبالتالى يتغير مسار الاتجاه ويعاد تموضع البوصلة بالمنهجية والخطة، وهى المنظومة التفعيلية التى إن صحت، صح معها ذاتية بيت القرار وتغلب بيت القرار على كل النتوءات التى تحول بينه و بين اعادة اتزان المسيرة او منهجية العمل وسياساتها وحتى ادوات تفعيلها.
ولان الذكاء كما يقول ديفيد روبسون، يعمل وفق منظومة معرفية تعمل على تطوير اليات المسائل اللغوية او المقاييس الحسابية، فان العمل للاستفادة من درجة الربط وميزان التفعيل بين منازل التطوير يستوجب اختيار الدرجة الضمنية التى يقوم عليها هذا الرابط فى معادلة استخدام الذكاء والتى تندرج بين الذكاء التحليلي والذكاء التفعيلي والذكاء الابداعي وهى التصنيفات التى يمكن لاي منها تحقيق عوامل الاستجابة الضمنية او المسلكية او حتى المتهجيه، لكن هذا الذكاء بحاجة دائما الى المفردة السحرية التى تسمى التواضع والتى بدورها تحول الذكاء الايجابي المرن الى ذكاء سلبي مختزل يقوم على القبول بالاخر ورأيه كما يتم تقبل الصح وعوائده.
واذا كان انشتاين احد اهم علماء البشرية إن لم يكن اهمهم واشهرهم قد وقع فى اتون الذكاء السلبي وهو مخترع النظرية النسبية بكل محتواها وميزان العقلانية المعرفي فيها و بكل اصولها الحسابية والادبية، عندما خذله ذكاءه ورزخ فى شرك الذكاء السلبي مع بداية القرن المنصرم فقام باختزال المفردة السحرية من قاموسه بخاصية التواضع وخالف احدة مسلمات الانسانية التى تمثلها نظرية « ميكانيكا الكم « على الرغم من رسوخها العلمي وقبولها من العموم، وهذا ما جعله يتراجع فى السياق التاريخي ويدخل فى اتون التشكيل والتشكك الذهني عند العموم.
وان كان العموم فى العادة لا يشكلون الا جوا عاما يقوم على التنافر او على التجاذب لكنهم لايصنعون نظرية ضدية مهما ازداد بهم الهتاف، هذا لان تسجيل الاهداف، يسجلها فقط من هو بالملعب ويلعب فى التوقيت المحدد حتى تكون لاهدافه قيمة يسجلها التاريخ بعد اقرارها من الحكم او من بيت القرار باعتباره صاحب الولاية فى التقرير والمكانة فى اعلان النهج او السياسية التى ينظمها القانون ليسير من بعدها عليها العموم، وهذا ما يجب ان يكون فى الاذهان عند الشروع فى بناء حالة او تكوين مناخ يراد منه اقرار سياسة او تغيير منهجية عمل، فان فتح الحوار يؤدي لتكوين اسما نهج وافضل وسيلة يمكنها ان تشكل اضافة نوعية على السياسات العامة او تصميم سياسية قادرة على تغيير منهجي هي المشاركة الفاعلة التى يتوقع ان تحمل اجابة عن كل الاسئله المطروحة.
من هنا فان الامر يستدعي الاستدراك واعادة بناء هيكلي حتى لو كان هذا التصميم صنعه انشتاين او خلقه ارخميدس او كانت معادلته تقوم على صياغة لابن حيان والخوارزمى، فان الاستدراك هو مسأله ضرورية كما ان العلاج اصبح واجبا بعد حالة التشخيص والتقييم التى اعلن جلالة الملك فى مجلس السياسات والتي باتت تلزم المؤسسات بضرورة الاستجابه بفعل مباشر من خلال حركه اصلاح داخلي وهيكلي تطال المؤسسة واستراتيجية عملها تعمل للحد من النتوءات والاعتلالال التى تحول دون تقديم المؤسسة رسالتها الريادية من دون تبرير يقود الى تسويف او استخدام اجراءات تستخدم اسلوب الفك والتركيب، فان الاجابة المتوخاة تستلزم البيان الموضوعى، وهذا ما بحاجة الى استدراك يستخدم مفردة التواضع التى بدورها ستحول الذكاء السلبي المترهل الى ذكاء ايجابي واعد.
(الدستور)