دخل حظر التجوال الشامل "الغبي" حيز التنفيذ لنحو 35 ساعة، مستمدين هذا الوصف من تصريح وزير الإعلام أن البلاد بصدد الدخول في حظر شامل "ذكي" قد يكون غير محدد الفترة أو ربما يطول لأسبوع أو أكثر.
وما دام حديث الناطق الرسمي عن توافر النية لتنفيذ حظر ذكي، معنى ذلك أننا ما زلنا في مرحلة الحظر غير الذكي الذي يمنع التجوال في أرجاء البلاد كافة، باستثناءات بسيطة ممن تخولهم مهنهم من تخطي هذا الحظر.
وما زاد الطين بلة، الدراسة التي صدرت عن الحكومة ظهر اليوم كما طالعتنا فيها العديد من وسائل الإعلام، أن هناك نية باستثناء من تلقوا مطعومين من قرار الحظر الشامل، لنقف في خانة التخمين مع أي نوع من الحظر سيصنفوا، قد نبرر للحكومة تسويقها بأهمية تلقي المطعوم ولكن ألم تجد طريقا آخر لتسويقه، ثم أين هو المطعوم وما مدى توافره في ظل أعداد خجولة ممن تلقوا هذا اللقاح.
ما من شك أن الشعب بات يعيش حالة "شيزوفرينيا" مفرطة، نتيجة تعدد المرجعيات التي تصرح حيال ما ينتظر البلاد من قرارات، فبالأمس صرح الناطق الرسمي أن المملكة وفقا لتوصية صحية تسير باتجاه الحظر الشامل، ليخرج علينا مسؤول في لجنة الأوبئة وعلى محطة أخرى في نفس اليوم، يعلن أن أمر الحظر الشامل غير مطروح ولم تصدر أي توصية بهذا الشأن!!
المواطن بات في حيرة من أمره ولا يعلم متى ستنتهي فوضى التصريحات التي لم تستطع الحكومة حتى اللحظة كبح جماحها أو أن تضع حدا لها حتى تحولت إلى ظاهرة، في الوقت الذي نسجل فيه لوسائل الإعلام مهنيتها العالية، وحقها في نبش المعلومة من عقل المسؤول للحصول على السبق الصحفي وتقديم المعلومة كما وردت على لسان المسؤول.
الإصابات لا زالت خارج السيطرة وتنذر بما لا يحمد عقباه، وليس مبررا للحكومة أن تستمر بصرف الإبر لتخدير المواطن والتمهيد لقرار الحظر الذكي الذي إن ارتأت فيه من الإيجابيات ما يعزز قناعتها بجدواه الاقتصادي والصحي أن تسارع إلى اتخاذه حتى لا نعيش مهزلة التصريح ونقيضه.
على الحكومة أن تسارع إلى ضبط إيقاع التصريحات حتى تقدم خطابا يرتقي إلى مستوى ذكاء وفطنة المواطن، وأن تتخذ من الإجراءات الكفيلة للحد من انتشار الوباء الذي وصل إلى مستويات مرعبة.