كما احرقت حادثة فتى الزرقاء البشعة قلوب الأردنيين، وانتفض لها القائد وغضب وتابع باهتمام حيثيات وتفاصيل الجريمة، وطالب أن تأخذ العدالة مجراها.. وأمر حفظه الله بالتكفل بعلاج الضحية "صالح" وتقديم الخدمات الصحية والعلاجية له مهما كان الثمن، حيث تلقى الفتى العلاج بالخدمات الطبية ومنها الى المانيا لتركيب اطراف صناعية.. هذه الحادثة التي حفرت في قلوب الأردنيين جرحا عميقا، ووحدت مشاعرهم والتفافهم حول قائدهم، مطالبين باعدام مرتكبي مثل هذه الجرائم وايقاع أقسى أنواع العقوبات بحقهم ليتعظ غيرهم..
واليوم استفاق الاردنيون رغم الهموم والخوف والحزن على كارثة شهداء مستشفى السلط، إضافة إلى تفشي وباء كورونا، والوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي والاضطرابات الداخلية المقلقة على خبر أثلج صدور المظلومين والمكلومين الا وهو صدور حكم الاعدام بحق 5 من مرتكبي تلك الجريمة النكراء.
في المفهوم الديني فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، لأن الظلم والقهر وقعه على الإنسان كبير ، ولهذا جعل الله هذه الميزة لكل مظلوم وضد كل ظالم.
وفي العرف السياسي فإن مسؤولية كل دولة انصاف المظلوم، وإن يشعر كل انسان صاحب مظلمة صغيرة أو كبيرة أن هناك من ينصفه وخاصة أن المظلمات عادة ما تكون بين الطبقة ذات النفوذ الأقل.
ومهما كان ضعف المظلوم وعجزه فإن قوته في هذا الضعف كلنا نحلم بمنظومة سياسيةً وبقضاء عادل ، ولا يقوم استقرار الدول وأمنها بدون قضاء عادل والتحاكم النزيه . وكما أن الصحة والتعليم هما ركنان اساسيان لحفظ افراد المجتمع وحمايتهم عقليا وجسديا ونفسياً ، كذلك ركن القضاء فهو يحافظ على صحة العلاقات الاجتماعية الناشئة بين الأفراد.
إن القضاء العادل والناجح والفاعل أساس في ترسيخ سيادة القانون يحمي الدول من التهاوي، والمجتمعات من الانفلات، فهو النظام الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم ، فلا تهاون ولا مغالاة.
وكما تحقق حلمنا اليوم بقرار محكمة أمن الدول لفتى الزرقاء، نأمل أن تتحقق احلامنا الأخرى، ونرى وراء القضبان كل من عبث بالوطن ونهب مقدراته وسرق لقمة عيش المواطن الغلبان، ونرى القصاص لكل من ينتهك حقوق الآخرين، ولكل من قصر وقتل المرضى الأبرياء في مستشفى السلط، نأمل أن لا تطوى ملفات الفساد، وملفات القهر والظلم وملفات السلب والنهب، وكل من أساء بحق وطنه وأكل حقوق غيره..علما بأن هناك قضايا طويت في أدراج النسيان لسبب ما.
لا تظلمن اذا ما كنت مقتدراً ..فالظلم مرتعة يقضي إلى الندم، تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك
العدل اساس الحكم ..والظلم والقهر كفيلان لقتل الانسان والانسانيةً
حمى الله الأردن وقائد الوطن الذي انتصر للحق والعدالة.