هل يلتقط المسؤولون غضب الملك؟
رهام الخزاعلة
17-03-2021 01:34 AM
الانسان اغلى ما نملك مقولة الملك الحسين طيب الله ثراه من عقود ورددها خلفه وحافظ عليها جلالة الملك عبدالله الثاني وكل اردني يرى انها مقولة تطبق ويراها كل اردني عندما تتعرض حياته لخطر نرى جلالته على رأس اي حادثة ليخفف مصابنا بكلماته ويضمد جراحنا.
حادثة السلط ليس الظرف الصعب الاول الذي نمر به كغيرنا من سائر الشعوب لكنها المرة الأولى التي نرى فيها غضب الملك ممزوجا بنظرات عينيه من خلف الكمامة بلباس وملامح العسكري ليقوم بحزم باتخاذ قرار من الميدان فور وصوله مستشفى السلط والذي يحمل معاني كثيرة بأن الامر لا يحتاج الى تروي فهي رسالة تحذير بان الخطأ فادح وجسيم وغير مقبول ليأمر حينها بتشكيل لجنة عسكرية تتسلم ملف القضية وهنا تتجسد دوما الثقة الملكية بكفاءة واخلاص قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية فمن يسلم روحه لوطنه يستطيع ان يحافظ على سلامة وصحة الاردنيين.
ويجب ان نستذكر ونسجل مشهد عناصر الدفاع المدني وهم يهرولون باسطوانات الاوكسجين وقد وصلوا للتو الى مبنى مستشفى السلط الجديد مسرعين نحو غرف الإنعاش بعد انقطاع الاوكسجين عن المرضى.
الغضب الملكي هذه المرة لا سابق له ..وصل جلالته مستشفى السلط دون ترتيبات ودون البروتوكلات المتبعة ووقوفه بين المحتجين يسمع شكواهم بعيدا عن اي مسؤول ومن الواضح بأن الملك يوجه رسائل نهائية وتحذيرية ان لا مجال للاهمال ليخرج علينا قائلا بصريح العبارة كل مسؤول يجب ان يحاسب وان المنصب ليس للترضية او المجاملة بل لخدمة الاردنيين والاردن باخلاص.
ان ما شاهدناه من انفعالات جلالته وقيامه بالفعل قبل القول رغم ان الملوك غالبا يبدأون بالايحاء والتلميح ويكتفون به عن التصريح لم يترك لنا مجالا للشك من ان الاردنيين وارواحهم جميعا بعيون الهاشميين.
وفي الختام عزاؤنا للوطن وللأهل في السلط فالمصاب جلل. والخطأ فادح لايمكن تقبله الا من نفس مؤمنة بقدر الله ومزيد من الايمان بقضائه تعالى
حمى الله الاردن ملكا وحكومة وشعبا وحمى الوطن الغالي