" فتح وحماس " والفاس وقع بالراس!!
ايمن خطاب
16-06-2007 03:00 AM
ان لم تخن الذاكرة ، ففي الرابع عشر من اذار العام الماضي ، كانت اسرائيل تقتحم سجن اريحا ، لاعتقال الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، المناضل ، احمد سعادات ، في وقت اجبرت فيه الامن الفلسطيني _ الذي ناضل حيال العملية واستشهد افراد منه _ على نزع ثيابهم والخروج " بالبكيني الرجالي " والمشهد كن يندى له الجبين ، وفيه من المهانة الكثير ، لكنه تكرر قبل ايام ، حيث خرج ذات الامن من غزة ، بمفارقة مختلفة ، اذ ان الفاعل في الاولى " العدو الاسرائيلي " فيما الفاعل في الثانية " ... حركة المقاومة الاسلامية- حماس " .بعض الحماسيون يصفون عناصر فتح بالزعران ، والعكس صحيح ، من نواحي الوصف بالنسبة للطرف الاخر ، لكن مجريات الحال تدلل اننا امام حالة زعرنة مشتركة على الصعيد السلطوي الفلسطيني ، سواء كان بالفتح او الضم ام الحماسي المكسور بالياء !!
لكن الزعرنة ، وتحت كل الظروف ، ووفق المتعارف عليه ، لا يمكن باي حال من الاحوال ان تتجاوز " تشطيب شفرة على يد " فيما ما يجري على الواقع ، استشهاد مقابل هدف ، من الطرفين بالمناسبة ، وسعادات واعتقاله حالة ، شهدت استشهادات ، كما اغتيال اسرائيلي لقيادات من حماس حالة اخرى ، من هنا يفترض ان اطلاق مفردة " الزعرنة " على مستشهد ، فيها من الظلم الكثير ، والواجب ان تطلق على من يتلاعب بالثلاث ورقات ، في هذا الشان !!؟
على الصعيد الاردني ، انقسمنا الى فرق حيال ما يجري ، حتى من كتب ذات يوم في تسعينات القرن الماضي تحت عنوان " من هو الاردني " خلص الى ان قبائل الزولو تعرف نفسها واصولها وجذورها ، وان النظام الرسمي لدينا يسعى الى طمس معالم هويتنا ، وها هو ينحاز على " اردنيته " اليوم ، لما ينادي به مشعل ، الذي يسعى دوما الى الاشعال والاشتعال ، وفقا لاجندات يفترض انها لم تعد خافية على احد ، وتصريحات الكبريت والوقود مكانها دوما اما دمشق او أي بلد من بلاد ايات الله ، فيما احجار الشطرنج في غزة تنتظر المواقف ، لتبني عليها الرواية !!
استنادا الى ان التعميم على الجميع خاطيء ، وان لكل قاعدة شواذ ، سواء بالسلبي او الايجابي ، نتساءل هل كان ياسر عرفات سيرضى ان تسير الامور وفق ما يجري ، وهل كان الشيخ احمد ياسين – رحمهما الله - سيتخلى عن خيار المقاومة ، ويرتضي ان يزج في زاوية اضيق من الكرسي المتحرك الذي حمل على الدوام جسده ، وجره الى ميدان الشرف والمقاومة وهو الكرسي الذي شكل دوما ورقة ضغط عربية ، الى جانب كونه ورقة عرفات الرابحة ، وربما ان المقتضيات هي التي تطلبت التخلص من الكرسي ، ومن يراهن عليه ، لتاتينا قيادات الصف الثاني " الفتحاوية " بسياسة " الطخطخة في الهواء " وقيادات الصف الثاني " الحماسية " التي من كثرة حماسها بات المراقب يربط بين مفردات صادرة من السنتها ، واخرى تنطلق من جنوب لبنان وايران !!
رموز الزعرنة للان لم يدلونا على الخاوة التي يتوجب على الشعب الفلسطيني ان يدفعها ولمن ؟ وهل هي للطرف الحماسي ام للفتحاوي ؟ اذ ان زعران الدول المتقدمة ومافياتها تقاسموا المناطق ، لكن للان لم يصل الشعب الفلسطيني الى فصل في هذا الجانب ، ولمن تكون الاتاوة ، اهي لفتح ، ام لحماس ، او ربما لفتح الاسلام في بيروت !!
نسأل الله ان يستبق الفرقاء ثورة دافعي الاتاوة ، لانها ان وقعت ستحصد الاخضر واليابس ، وسنندم يوم لا ينفع الندم !!