قلوبنا مع شهداء مستشفى السلط وأمن الوطن غالي
سارة طالب السهيل
16-03-2021 05:16 PM
احتسب ضحايا نقص الاوكسجين بمستشفى السلط شهداء عند ربهم يرزقون، لهم كل الحق ولذويهم الحق في اختصام ادارة المستشفى للجهات القضائية. وكلنا على هذه الارض الطيبة نقدم التعازي بحق هؤلاء الضحايا الابرياء، ولكن علينا ان نقر بعدة حقائق وهي:
النقص في الخدمات الطبية أمر طال مستشفيات العالم شرقا وغربا منذ جائحة كورونا حتى أكبر دولة في العالم الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الاوربي ، وهذ النقص ناتج عن زيادة اعداد المصابين بشكل لا يمكن للخدمات الطبية في العالم ان تلاحقها، وهذا ما قد فسر لنا زيادة عدد الوفيات بالعالم كله.
في الفترة الاخيرة زادت عدد الاصابات بالأردن مثلها مثل دول العالم، حدث نقص في امدادات الاوكسجين بالمستشفيات مثلما حدث في مصر وسقط العديد من الضحايا بالموت شهداء وسط غضب من اهالي الضحايا وشعبي ايضا، ولكنه لم يترجم في تظاهرات تخرب البلاد والتي هي مثل الاردن تعاني من أزمات اقتصادية خانقة.
حزن وفجيعة الاهالي في هؤلاء الشهداء، هو حزن وفجيعة لنا جميعا بالاردن قادة وحكومة وشعبا، وهو ما ترجمه جلالة الملك عبدالله الثاني عندما سارع بزيارة المستشفى للاطمئنان على المرضى والوقوف بنفسه علي اسباب هذه المهزلة الطبية، ولمنع تكررها مستقبلا، ولذلك أمر بتشكيل لجنة طبية عسكرية من الخدمات الطبية الملكية لتسلم ملف قضية مستشفى السلط الحكومي، تزويده بتقرير من نتائج التحقيق. والسؤال هنا اي حاكم في بلاد الله الواسعه يكون اول الحاضرين و المهتمين والمتابعين والمدققين والمحاسبين لمثل هذا الحدث؟ ولا نصغر من هذا الحدث الجلل ابدا وانما حدثت كوارث بحجم فاق هذا بكثير في بلدان العالم و لم نجد مثل ردة فعل الهاشمي ابن الحسين.
ولم يخل رئيس الوزراء مسؤولية حكومته عن هذا الحادث المؤلم، بل قال انه يتحمل المسؤولية وقدم وزير الصحة استقالته، كما جرى توقيف خمسة مسؤولين في مستشفى السلط، وسط تحقيقات جارية لمحاسبة المتورطين وحماية حقوق الضحايا وذويهم وحماية كل مريض يرقد على الأسرة البيضاء.
ولاشك ان قلوبنا تدمي مع قلوب أهالي الضحايا ونشعر بكل آلامهم على فقد الأحبة، وهناك حقوق للضحايا سيأخذونها ولكن ليس بالتظاهر او التخريب او ادخال البلاد في دوامة المشاكل قد تفضي الى زعزعة الاستقرار والأمن في البلاد ، فالامان والاستقرار هما حصن كل مواطن أردني.
نعم من حق كل مواطن أردني ان يعلن عن غضبه واحتجاجه ورفضه لأي خطأ يودي بحياة الابرياء وهو ما كفله الدستور والقانون، ولكن الخوف من استغلال المتآمرين والمتربصين بأمن البلاد واستقرارها، وهم خلايا نائمة سرعان ما تستغل غضبة الأهالي وتستيقظ من سباتها وسط الانفجارات الشعبية التي تنفجر اما بسبب البطالة أو سوء الاوضاع الاقتصادية او الصحية ، ليفجروا البلاد من الداخل.
وكل عاقل لا ينبغي ان يمنح الفرصة لهذه الخلايا المتربصة بالوطن ليفترسه بسهولة وتمزقه في لحظة غضب شعبي مشروع لكن عواقبه وخيمة على الجميع، ولكنا بالطبع يرفض ما شهدته بعض دولنا العربية من تفتيت وتشظي، ولذلك أتمنى على كل مواطن أردني ان يغلب العقل والمصلحة لنفسه وأهله ووطنه على مشاعر العاطفة من حزن وغضب لأن الغضب يضر بالجميع ولا يفيد ألا أعدائنا.
كما أتمنى أن تكون تداعيات حادث مستشفى السلط المؤسف جرس انذار يوقظ الموظفين ليهبوا لنجدة هذه المسشتفيات وتطويرها وامدادها بما يلزم من المستلزمات الطبية. ولعلي هنا أدعو كل القادرين الشرفاء في هذا الوطن لتقديم المساهمات العاجلة لتطوير المتسشفيات وانقاذ أرواح المرضى، حماية لكل أبناء الوطن.
أخيرا، فإن كل من له مظلمة فله الحق في المطالبة بحقوقه تحت خيمة الملك عبد الله فهو صمام أمان للأردن سليل العائلة الهاشمية وهو اول من نادى بمحاسبة اي فاسد.
وأكد أن الموت لا يوجد له مبرر وستتم محاسبة المقصرين، مشيرا إلى وجود لجنة من النيابة العامة ستتولى التحقيق في هذا الموضوع للوقوف على أسباب هذه الوفيات.
واخيرا احب ان اوجه كلمة باللهجة المحلية انه هيبة الدولة من هيبة الجيش والشرطة و"الي ما اله كبير بيشتري كبير" بمعنى اذا احنا نزلنا من هيبة امننا شو رح نخلي للعدو يعمل فينا هذا اولا ثانيا يطالبوا بالحقوق على الراس و العين لكن دون تخريب او اساءة و الاهم انه هدول الي طالعين يطالبوا بحقوقهم لازم ينتبهوا انه ما حدا يستخدمهم و يسرقهم من المطالبة بحقوقهم لتنفيذ اجندات الاعداء دون ان يعلمون.
فالأردن وطن اول جنوده ملك والشعب الأردني اسرة والد كل منها ملك.