فاجعة السلط والاصطياد في الماء العكر
د. زياد العياصرة
16-03-2021 09:53 AM
لقد ادمت قلوبنا حادثة مستشفى السلط، وشعر كل اردني في هذا الوطن بالالم ودمعت عيناه وكأنّ هذه الفاجعة حدثت في بيته، وهذا هو ديدن ابناء هذا البلد وهذا ما ترعرع عليه ابناء الاردن، نحزن لحزن بعضنا ونفرح لفرح بعضنا، نقف جميعا صفا واحدا امام المحن والصعاب وهذا ما يُميزنا ويغبطنا عليه العدو والصديق، كيف لا والاردن مر من قبل بازمات شديدة ومحن كبيرة وسط نار ملتهبة من حوله وخرج منها كما عهدناه دوما ابيا عصيا على كيد المندسين واصحاب القلوب المريضة الذين يتحيّنون الفرص تلو الفرص للانقضاض على وحدة هذا البلد، وقيادته التي نُباهي بها العالم اجمع.
نعم اقول هذا لان البعض حاول وما زال يدُسّ السمّ في الدسم باستغلال ما حدث في السلط واصبحت بشاعته ونفسه المريضة التي نفثت خبثها الدفين في هذا الظرف العصيب وتريد ان تمس وباي طريقة من وحدة ابناء هذا البلد لتحقيق اجندات مريضة معروفة للقاصي والداني، وهم قلة قليلة نعم ارادوا استغلال هذه الحادثة لتصفية حساباتهم المشبوهة وتخريب الوطن الذي سوف يكون دوما ابعد عن كل ما تُحيكه اقلامهم وافعالهم في الظلام، لكن انّى لهم هذا، وقد اثبتت التجارب ان رجال هذا البلد بجيشه العربي وقائده الهاشمي جميعا سيبقوا سدا منيعا في وجه هؤلاء الحاقدين على هذا البلد.
لقد تابعنا وشاهدنا ابناء هذا البلد جميعا فورة الغضب والمتابعة الحثيثة لجلالة الملك فور سماعه بهذه الفاجعة التي ادمت قلبه وادمعت عينه لا بل انه لم يترك الامر هكذا بقي مليكنا متابعا لادق التفاصيل في هذه الكارثة والتي تمثلت بالاجراءات التي لا مهاودة فيها، وكما عوّدنا جلالة الملك وهذا ليس بجديد عليه، وهو الذي يعتبر حياة كل اردني وسلامته وامنه وعيشه خط احمر لا تهاون فيه ولن يسمح بتجاوزه، بل لن يهدأ له بال حتى ينال كل من قصر واهمل عقابه الشديد، لان جلالة الملك يقول ان المنصب ليس للترضية او المجاملة بل لخدمة الاردنيين والاردن باخلاص، وليس مقبولا ان نخسر اي مواطن نتيجة الاهمال.
وفي هذا السياق ولست بموقف المدافع فإن دولة الرئيس الذي كان وَقع الحادثة عليه كالصاعقة قد وقف امام مسؤولياته الادبية والاخلاقية واعترف بها على الملا، وقال بالم وحرقة انه يتحمل المسؤولية كاملة بما جرى وان هذه الفاجعة ليست بالامرالهين عليه، وهو كفرد من ابناء هذا البلد ومن موقعه كمسؤول ما حدث كان كارثيا وامر جلل عليه بمعنى الكلمة، لا سيما ان هذه القضية اصبحت قضية راي عام وقضية وطن اخذت اصداء واسعة طالت جميع ارجاء هذا البلد، لكن هل نبقى هكذا نطلق التصريحات تلو التصريحات، والبعض اصبح يطلق العنان لاوهامه غير المسؤولة وهناك من اصبح بتكسّب شعبويا للاصطياد في الماء العكر مُستغلا هذا الحادث، نعم نحن بحاجة الى وقفة نراجع فيها انفسنا مراجعة عميقة.
ونحن اذ نقول هذا جزما فإننا لا نبرّر ما حدث بل مطلوب ان يُضرب بيد من حديد على يد كل مسؤول تولى الامانة والمسؤولية ولا يخدم بما يرضي الله في عمله ووطنه، وعلى الرغم من ذلك وعلى شدة وفظاعة هذه الحادثة الا اننا امام عدو خفي يتطلب منا ابناء هذا الوطن التعاضد والتكاتف والبقاء جميعا على قلب رجل واحد بدل ان نشغل انفسنا بجلد ذاتنا والتطاول بكلام لا يليق على مؤسساتنا وبلدنا.
واما المناكفات والدسائس التي تُحاك من قِبل البعض اصحاب القلوب المريضة لن تنطلي على ابناء هذا البلد الابي، الذي واجه ازمات عاتية وكبيرة مرت علينا في السنوات الماضية في هذا الوسط الملتهب من حولنا، نعم لقد فُجعنا بفقدان اناس اعزاء على قلوبنا ومن اهلنا في هذه الفاجعة، ولكن ان يتعدى هذا الامر للبعض ان تحدثه نفس باطلاق الاشاعات والعبث بامن هذا الوطن من خلال استغلال هذه الحادثة التي نمر بها لاهداف مغرضة وحقد دفين فهذا ما لا نقبله ولا نسمح به، نعم لاننا اوعى من ذلك وهذا الاردن سيبقى بقائده وجيشه العربي وابنائه شامخا على كل من تُسوّل له نفسه العبث باستقرار ووحدة هذا الوطن.
كلمتي الاخيرة لاعلامنا الاردني الذي ما عرفناه الا اعلام هادف اعلام حر وجرئ، ان يبقى هكذا ديدنه شوكة في حلوق من يتربصون بهذا البلد وقيادته، وفي هذا الوقت العصيب مطلوب منا جميعا ان نقف امام مسؤولياتنا صفا واحدا وان يكون انتقادنا انتقادا بناء نهدف من خلاله الى اصلاح الترهلات اينما وُجدت في اجهزة الدولة الادارية وفي مؤسساتنا، وهذا لا يتاتى الا من خلال ثورة بيضاء تستاصل الخلل المتجذر عند البعض وتستنهض اصحاب الهمم والطاقات وبلدنا ملئ بالكفاءات التي تشهد على ذلك، نعمل جميعا ونتعلم من اخطائنا ونضع ايدينا على مكان التقصير والخلل دون ان نلقي بالا لمن لا يريد الخير لهذا البلد وشعبه.
لاهلنا في السلط نقول، قال الله تعالى : (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) صدق الله العظيم.
وفي قول جلالة الملك اخلاصة عندما قال: (ان ثقافة الاردنيين، هي ثقافة الشرف والرجولة والكرامة، المُستمدة ممن اسسوا الدولة من الآباء والاجداد، وهذا هو المعروف عن الاردنيين).
حفظ الله الاردن مليكا وشعبا، والله نسال ان يديم علينا النعم وان يجبر خواطر المسلمين ويفرج الهم والغم، ويرفع البلاء والامراض عن بلادنا وبلاد المسلمين ويديم علينا امن واستقرار هذا البلد في ظل قيادتنا الهاشمية، انه على كل شيء قدير.