الحس بالمسؤولية هو أداء الواجبات المنوطة بالشخص على أكمل وجه ، سواء كانت واجبات وظيفية أو مهنية أو أخلاقية أو أسرية وغيرها ، وأي قصور أو إهمال في أداء هذه الواجبات يعتبر خارجاً عن القانون والنظام والأخلاق وأحكام الدين ، لقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " ، وقوله أيضاً " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" .

إن الهدف الأسمى لعمل أي موظف هو تحقيق الحس بالمسؤولية في جميع مواقع المسؤولية، ويتأتى ذلك من خلال المتابعة والمراقبة والتجربة والممارسة العملية وتطبيق القوانين والأنظمة بحزم وإرادة، وبالتالي يكون الثواب للملتزم والعقاب لغير الملتزم والمتواطئ واللامبالي حتى يكون عبرة لغيره من المستهترين وضاربي الأمر بالحائط.

الأصل في الإنسان أن يكون لديه إحساس بالمسؤولية تجاه أي عمل يناط به أو يكلف به ، بحيث يقوم بأدائه على الوجه الأكمل ، وأي قصور أو تخاذل في هذا الواجب يجب أن ينال العقاب عليه ، وخلاف ذلك فإن الفوضى ستعم وسيتفاقم الإهمال واللامسؤولية وبالتالي ينعكس كل ذلك سلباً على المجتمع وعلى أمن الوطن الإجتماعي والإقتصادي ككل.

ولتعزيز الإحساس بالمسؤولية وأداء المهام والواجبات بصورة مثلى ، يجب تحقيق مايلي :

1 تفعيل القوانين والأنظمة والتعليمات على جميع من تسول له نفسه الإستهتار بواجباته ومسؤولياته ،

2 . إيقاع العقوبات الفورية بالمستهترين وعديمي الشعور بمسؤولياتهم ، ونشرها إعلامياً ، لأن الذي يفقد الحس بالمسؤولية أو يتعمد ذلك يستحق الإشهار به حتى يكون عظة لغيره .

3 . إعتبار أي نوع من أنواع المحسوبية والواسطة لمن يستهتر بالإحساس بالمسؤولية وتنفيدها على أفضل وجه ، نوعاً من أنواع الجرائم التي يحاسب عليها القانون ، لأنها تمس بالأمن الوطني .

4 . توخي جميع السبل لإعطاء ذوي الإحساس بالمسؤولية مواقع وظيفية يستحقونها لأداء واجباتهم وتعزيز مؤسساتهم بإبداع وابتكار وريادة .

5 . الطلب من جميع المرشحين لشغل مواقع مسؤولية عليا ، التقدم بعرض مشروع استراتيجية مشفوعة بخطط مرحلية تنفيذية للموقع الذي سيشغله

مع تحمل المسؤولية كاملة لإنجاز ماإلتزم به.

6 . إعادة النظر بأكبر عدد ممكن من شاغلي الوظائف الحالية للتأكد من مدى تحقق كفاءاتهم وإحساسهم بالمسؤولية تجاه مهامهم وواجباتهم .

7 . وضع استراتيجية فورية البدء والتنفيذ لإعادة النظر بالوصف الوظيفي للوظائف ومهامها وشروطها وعقوباتها .

8. توخي العدالة الإجتماعية في إشغال جميع أنواع الوظائف والتعيينات ، وفق أسس علمية حضارية مبنية على الخبرة والكفاءة والمهارة والنزاهة والحس بالمسؤولية .