اليوم وبعد برنامج عمل حافل في محافظة الزرقاء وقضاء اكثر من نصف اليوم في رحلات مكوكية بين الدوائر الخدمية التي تطالبك باثباتات يفترض ان تكون متوفرة في قواعد بيانات عملها، وبعد انهاك لم يخفف منه حسن استقبال الموظفين وحرارة ترحيبهم.. قررت ان اتناول الغداء في بلدة الهاشمية وفي صالة احد اهم مطاعم الولائم الكبرى في المملكة.

لهذه الغاية ولاستعادة مذاق الاطباق التي يعدها من يهوون الطبخ ويسعدون وهم يتلقون الشكر والثناء من قبل رواد مطعهم ومن ضيوف مئات الولائم التي يعدها مطعم "سندكم" هاتفت صاحب المطعم ومديره النبيه هيثم الخزاعلة واخبرته باني في الطريق اليه.... بالنسبة لي لم يكن هيثم شخصا عاديا فهو احد اقرب الاشخاص الى قلبي منذ نهايات عام ٢٠٠٥ حيث امضينا عاما كاملا ونحن نتجاور في مقاعد سيارة وزير التنمية السياسية والشوون البرلمانية عندما تشرفت باشغال الدور.

كنت اعرف منذ ذلك الزمن ان هيثم ينوي ان يؤسس مطعما فهو كريم النفس ويرى في الطعام وسيلة يمكن ان تدخل السرور الى النفوس اذا ما اعد بشكل جيد وقدم بصورة مشهية.. ففيذات مرة سألت هيثم ونحن عائدان من العقبة عن خططه المستقبلية كان ذلك بعد ان طلبت منه ان لا ينصاع الى اغراءات الطريق وحدثته عن اهمية تخفيف السرعة.. فقد قلته له يومها اني في الخمسين من العمر واتطلع الى ان اصبح ابا .. ضحك يومها هيثم بادب جم وتحدثنا طوال الطريق عن خططنا المستقبلية.

هيثم وانا حققنا ما تحدثنا عنه ونحن نعبر الطريق الواصل بين مزارع الحق في وادي عربة والاعوار الجنوبية.. ماهي الى سنوات حتى تزوجت وبعدها اصبحت ابا لاحد اطيب واعذب الاطفال فقد عوضني عبداللطيف عن كل سنوات الحرمان والخوف ان لا يخلفني على الديار من تقر به عيني.

اما هيثم فقد اسس امبراطورية اطعام وصل صداها الى كل ارجاء البلاد فهي تقدم خدمات الاطعام والولائم على مدى الجغرافيا الاردنية. فمن مادبا الى اربد ومن المفرق الى الازرق يتحرك هيثم ورفاقه بفاناتهم المجهزة بكل وسائل الخدمة والادامة.

في لقاء اليوم اسعدتني الجولة التي قمت بها في ارجاء وجنبات المكان النظيف وافرحني الوعي الذي تحلى به هذا الشاب حول اهمية ايجاد وتوليد الفرص للاقارب والاخوة والجيران حيث فتح جبهته الخاصة لمحاربة البطالة وقد هزمها بلا تصريحات او استعراض.. الاخوة والابناء والاخوات والعديد ممن يحتاجون للعمل يقومون بادوار متنوعة تتكافل على تقديم خدمات نوعية متكاملة.

الزرب والاوزي والمندي والمنسف والخرفان المحشية بعض من الاطباق التي يقدمها هيثم في مطعمه المجاور لمصفاة البترول والجاثم على ناصية احد اكثر شوارع الهاشمية اكتظاظا.

اشكرك صديقي على حسن الضيافة وعلى طيب المذاق وقصصك الجميلة عن جمع شجيرات الحندقوق.. التي بدى عطرها طاغيا على مذاق السمن البلدي.. كنت احب لو اتيح لي تذوق اللزاقيات التي اسس لها مسارا موازيا.. لكن الخير في الجايات..تحياتي لك وللهاشمية واهلها وجوارها.. واطيب التمنيات لمشروعك بان ينمو ليلامس عتبات احلامك الجميلة.