شهدنا منذ يوم السبت المشؤوم وحتى هذه اللحظة تحركات للحكومة واقالات و احالات الى القضاء ناتجة عن المأساة الادارية التي ندركها منذ زمن الا انها ظهرت اعلاميا أمس في مستشفى السلط وماكانت لتظهر لولا وجود مرافقين مع المرضى الذين انتقلوا الى رحمة الله او اولئك الذين لا يزالون يعانون من سوء المعالجة في المستشفيات، وقد اصبحت على يقين أن جميع ما سمعنا به سابقا - (قبل ان يُسمح للمرضى بالمرافقين) - من وفيات بسبب تعطُل تزويد الاكسجين كان صحيحا إلا أن أولئك ماتوا دون ان يكون لهم بواكي ودون ان يكون على معاناتهم شهود الا رب العالمين وملك الموت.
وقد سمعنا اليوم –على طاولتي السلطتين - جعجعةً و لم نرَ طحنا، فلا زال مرضى المستشفيات تحت وطأة انقطاع الاكسجين او الكهرباء وكأننا في مستشفيات ميدانية خلال الحرب العالمية الاولى، ولا زالت البيروقراطية تعطِل تزويد المرضى بأدنى احتياجهم، ولكوني من خارج الاختصاص الطبي فقد تواصلت مع العديد من الاخوة في القطاع الطبي و تبين ان حل الامر بسيط فهل ستنتظر الحكومة كارثة اخرى خلال الايام القليلة ليقوم ملك البلاد بنفسه بإقالة موظف آخر.
رغم أنني لم اعتد على ان افتي بأمر ليس من اختصاصي الا ان اختصاصي كإنسان يُحتِم علي ان ابحث و اشير الى الخطأ، خصوصا في الوقت الذي يدير فيه المؤسسات اشخاص غير ذوي اختصاص، فقد تبين ان ادارة هذه الازمة أوليا كان بحلٍ سهل وبسيط:
ان عدد مرضى كورونا في مستشفيات المملكة جميعها 2700 مريض، هؤلاء يحتاجون بشكل اساسي الاكسجين ولا اهمية لغير ذلك ومن الاجرام اهمال ذلك الامر، تخيلوا كم ان الامر ما كان يحتاج من وزراء الازمة وموظفيهم الا أمر بسيط واحد هو ان يقوموا ببساطة باخراج اسطوانات الاكسجين من مستودعات وزارة الصحة والخدمات الطبية وان يقوموا بصرف اسطوانة اكسجين لكل سرير فإذا تعطل الاكسجين المركزي تم استعماله، سألت بعض الاطباء في المستشفيات اليوم فأجابوا جميهم أنه لم يتغير اي شيء حتى الان، وسألت عن مدى جاهزية انظمة الاكسجين المركزي وجدت أن جميع المستشفيات معرضة بأي لحظة الى ذات الكارثة، ولن احتاج ان اكون طبيبا لأدرك ان نقص الاكسجين لمريض الكورونا ليس كنقص الادوية، فهو غريق ان لم يجد هواء يتنفسه سيموت، لكن إمعان المسؤول بالارقام ليقوم بارسالها الى مرؤوسه جعله يرانا كلنا مجرد ارقام.