الأردنُ.. وطنٌ ليسَ كالأوطان.. فلا يتقدَّمه عندنا إلاَّ الدِّين الحنيف.. ويوم نكتب لا نكتب بحبرِ القلم بل بدماءِ القلوب.. نبتغي وجه الله والوطن والشعب.. وننطلقُ مِن الحرصِ على الأردنِ ومسيرته الوطنية.. ليس لأحدٍ علينا مِنّةٍ أو فضلٍ سوى الخالق عزّ وجلّ.. ولا نخجل مِن سلوكٍ شائن - لا سمح الله - أيادينا بيضاء.. وعيوننا لم ولن تنكسر.. ولن نزيح البصر حين تلتقي العيون بالعيون.

وفق هذا المنظور.. واحتراماً للعقلانية وقِيم الموضوعية.. فإننا نؤكد بأن المرحلةَ تتسم بالهبوطِ والانحدار.. ويبدو أن العقلَ الجمعي لإدارة الدولة ما زالَ مُغيباً ومُكبلاً بأغلالِ الرؤى الضيقة واستسهال الحلول المعتوه والمتناقضة.. فكلما نَبرى مِن جُرحٍ يُصيبنا مُصاب جلل!!..

قراراتٌ قائمة على الارتجالِ والفهلوة.. ونجزم أن كثيراً منها جاءت وفق قاعدة "الضحك على الذقون".. ولا يُمكن لأي عاقلٍ أن يُنكر أننا أمام إدارة حكومية مترهل ومشلولة.. حكومات كرتونية هَشة.. لا تمتلك الرؤية والبرنامج.. حكومات بائسة تقول شيئاً وتُطبّق نقيضه.. تنتهج سياسات غير راشدة ولا عاقلة.. عن قصدٍ أو عن عدمِ اكتراث.. أو ربما لجهلٍ ونقص دراية.. وهذا أمرٌ غير مقبول.. ولا يُحقق آمال وطموحات الأردنيين المرتبطين بقوة بالمشروع الوطني الذي يقوده الملك..

الجروحُ تُغطي جسد الأردن.. والواقعُ مرير ومناقض لكل مفردات التفاؤل.. فوضى ومفارقات وتناقضات لا يمكن إدراكها أو تحليل مغازيها.. فأي خيطٍ قبيح تُحيكه هذه الحكومات في نسيجِ الوطن؟!.. وإذا استمر هكذا منوال سيقضي حتى على بقايا الدولة.. وحينئذ لا تنفع ساعة ندم.

آخر سطر...

إن الدمَ يَغلي في عروقِ الأردنيين.. وهذا ليس تشاؤماً بقدرِ ما هو واقع حال يؤكد أن التغييرَ في الأردنِ باتَ ضرباً مِن الخيالِ المستحيل..

والله المُستعان.