كل مشاعر العزاء والمواساة لأهالي الشهداء الذين واجهوا ربهم نتيجة الإهمال والتسيب والترهل في صرح طبي فاقت تكاليفه تسعين مليون دينار من أموال الأردنيين.
من حقنا كمواطنين أن نشعر بالغضب والأسى، فما جرى جريمة بحق الوطن، ويجب المضي في التحقيقات حتى النهاية، ومن حقنا أن نعرف حقيقة ما جرى بالتفصيل.
حالات التسيب والترهل الإداري معضلة تعاني منها مؤسسات الدولة، وهذا التسيب هو الفساد الإداري بعينه، وهو أخطر من الفساد المالي.
الخبراء المختصون أشاروا بوضوح أنه لا يمكن انقطاع الأكسجين بشكل مفاجئ، بل هناك إنذار وعدة مراحل يمكن الإنتقال من مرحلة إلى أخرى تجنبا لأي طارئ.
إذن.. ما ذا جرى؟ الأمر اليوم بين يدي القضاء الذي نثق به ونعتز بأدائه، وعليه الوصول إلى خط النهاية لمعرفة ما جرى بالضبط، فالأرواح التي قضت هي أبناؤنا وأخواتنا.. فهم من أبناء الوطن الذي يشعر اليوم بغضب كبير نتيجة لما حدث.
ما جرى يؤشر تماما على هذا النوع من الفساد المستشري الذي طالما دعونا لمواجهته وكبحه، وكل الحكومات المتعاقبة لم تكترث لما يجري في مؤسساتنا.
الجميع ينتظر نتائج التحقيق، وكلنا أمل في أن ترتاح نفوسنا، وترتاح ضمائرنا.. وأن ينال كل مظلوم حقه، ومرة أخرى.. كان الله مع أهالي المتوفين وليرحمهم الله بواسع رحمته وغفرانه.