هوايَ جنوبٌ
غرامي شمالُ
أُناجي كثيرًا، وأحكي قليلا
فكنْ يا هوايَ نبيَ الكلامِ
وكن يا غراميْ نديَّ السلام
هما الغاليان فإن رمتَ نفْلا وفرْضا
فرتلْهما إذْ تعشقتَ سرًّا وجهرا
فلي منهما كلُّ هذا التجلِّي
ولي فيهما وطنٌ يستحقُ الفداءَ
خِفافًا وخَفْقا، ثِقالا وفردا.
شمالٌ هواي نقيٌّ شهيّ
وفي خَافقاتِ الجنوب يُصفّى
على مِرْجَل الروح نَدًّا وشهدا
يحيل الشهيق صلاةً وصبرا.
هما التوأمانِ إذا القلب أضحى
هُيامًا
يصبُّ الصبابةَ صبّا
فهذا فؤادي وهذا أنا.
سلام على وطن الأنبياءِ
عليهم، علينا
سلام على صَهَوَاتِ الخيولِ
على الشهداءِ
على الرجالِ الرجالِ
على فتية النهر غربًا وشرقا
على وتَر الشعر حينَ يغني :
بلادي زنابقُ سُمٍ تُسَاقي عِداها زُؤاما.
وأهلي سياجٌ من الياسمينِ
تَعَطَّرَ من أقحوان الجَنوب وشِيْح الشمالِ
فصار أمانًا وصار سِراجًا .
فهذا رحيقي شَمِيمًا وهذا أنا.
جنوبي شمالٌ
شمالي جنوب
إلى آخر النبضِ دانٍ رضيّا
من الذاريات ذَرْوًا
من الحاملات وِقْرا
من الناسجاتِ نسْيجا سَرِيًّا
تَخَضَّبَ هذا الفؤادُ طويلا
ويصحو قبيلَ الحياة وليدًا زكيّا
كما الطير في زُرقة البحرِ
يهفو رذاذًا طريّا
على ناشرات الجنوب جنيّا
وريح الشمالِ شهيّا.
وأقرأُ بين السطور حروفَ المدادِ
وبين الجفونِ بياضَ السوادِ
شمالا أراها جنوبا
جنوبا أراها شمالا
فهذا كتابي وهذا أنا