"فلتتدحرج رؤوس" الفاشلين والمتخاذلين ..
فيصل تايه
13-03-2021 08:53 PM
عندما يترك المواطن ويُهمَل من لدن بعض المسؤولين ، سوف يشعر بالاجحاف والعبن ، وسيعاني كثيرا من الشعور بالاحباط ، وهذا بدوره يولّد لديه رد فعل عدائي ربما يتطور ليصبح تحريضيا ، فالدولة هي ملك المواطنين وليس ملك الحكومة ، والتقصير او التسويف سواء بالقرارات العشوائية الارتجالية يطال الدولة ، ولا يطال الحكومة ومن يتبع لها من مؤسسات ومسؤولين "كبار" يتربعون على المناصب الحساسة ، لذا فإن أي تقاعس في العمل لا يمكن أن يتم تبريره ، ذلك تعميق للظواهر الافسادية التي تزيد الاوضاع سوءاً وتدهوراً .
ما حدث اليوم وصمة عار على جبين كل المسؤولين المتخاذلين بعد الحادث الاليم " حادث نقص الاكسجين" في مستشفى السلط ، ونتوجه بالخطاب الى اعلى المستويات في حكومة دولة الدكتور بشر الخصاونة ، فالجميع مسؤول دون استثناء امام القانون عما حدث ، فكم كنا باستمرار نعبر عن مخاوفنا من بعض الأشباح المخيفة التي تحيط بآمالنا وتفتك بحلمنا الاردني المتوقد ، وسيشفع لنا اننا ما كنا يوما جزءاً من مساعي الإعاقة التي قد تعترض عمل اية حكومة تنفيذاً لسيناريوهات جماعات طامعة او منافسة او مغرضة ، او طرفاً في سفاهات بعض الشخصيات التي لا تليق بمناصبها ، فتمدح وتمنح حين تكون سلة عقودها عامرة او سرب مكاسبها متمادياً ، ثم تتحول الى بعابع حين ينقطع سيل المكاسب عنها ..
ما اغضب الملك اليوم ، ان ثمة فاشلين مازالوا يديرون بعض مناحي حياتنا العامة قد يحولهم التساهل والتسامح الى تهديد امننا الاجتماعي ، فالتقاعس عن الأداء وسوء الإدارة هما كارثة وطنية بامتياز ، ولا يمكن ان نتسامح مع من يهمل القيام بمهامه ، فاياً كانت حصة المسؤول من موقعة في التقصير فهو مسؤول بالدرجة الأولى ، فمن سيدفع ثمن التقصير ؟.. وفقد هذه الارواح البريئة ، والذي اودى الى قتل مرضانا وهدم احلامهم بالشفاء ، فالمسؤولية مسؤولية كل العاجزين عن اداء مهماتهم والفاشلين وضعيفي النفوس امام هذا الفشل وغواياته ، وهم الثغرة التي تتسرب منهما سموم الفساد والتدمير لأردننا الغالي .
ليست وزارة الصحة وحدها المسؤوله عما حدث ، فنظامنا الصحي باكمله بات في خطر ، والحكومة باكملها مسؤوله مسؤوليه مباشرة عن توفير السلامه للمواطنين سواء مرضى كورونا او مرضى عاديين كانوا يرقدون على أسرة الشفاء او مراجعين ، او ما الت اليه ظروف المواطنين ، فبلدنا وسلامة ابنائه ومستقبله وسمعته كلها تقتضي التصدي للمتهاونين والمتراخين وغير الابهين ، فنحن بحاجة وفي كل لحظه اكثر من اي وقت مضى لنكن على درجة عالية من اليقظة والحذر والتأهيل اللازم للتصدي لتحديات المرحلة الراهنة ، فحادثة مدينة السلط يجب ان يعقبها بالتأكيد "تدحرج رؤوس" وسيتحمّل مسؤوليتها الحكومة بكاملها ، وعلى الأرجح ستكون لها تداعيات سياسيّة لا بد من تداركها .
بقي ان اقول : نعزي انفسنا وذوي شهداء الفاجعة وصبرا لاهلنا اهل السلط ، فالرحمه لهم وهم في عليين والخزي والعار للمتخاذلين
والله ولي الصابرين
مع تحياتي