دحرجة الرؤوس: انواع وضرورات
د.بكر خازر المجالي
13-03-2021 08:17 PM
الدحرجة مصطلح يجب ان يدخل قاموس الادارة عندنا
لم يخطئ ابدا وزير الاعلام بقوله ان هناك رؤوسا ستتدحرج ، وهذا يتفق مع حاجتنا للاصلاح ، والاخذ بعين الاعتبار رسالة جلالة الملك الى مدير المخابرات والدعوة الى دخول المئوية الجديدة بروح العطاء على اساس الكفاءة والخبرة ونبذ كل اشكال المحسوبية والواسطة وان تتفرغ دائرة المخابرات لاختصاصها .
نحن نعيش مرحلة نلاحظ ان من نقول عنهم غير مؤهلين او انهم مدعومين او انهم من النسايب والاقارب أو انهم موجودين في السلطة لارتباطهم باجندات معينة أو ان الجماعة بدهم هيك ، نلاحظ ان هؤلاء يتبواؤون مراكز متقدمة ، عدا ان هناك من يقفز الى منصب ليس بسبب كفاءته بل لان جهة ما تريد التخلص منه على مراحل فتدفع به الى منصب نصفها بالمناصب ( Dead End ) التي لا منصب بعدها . اضافة الى الشللية المؤسسة على التقارير الكيدية والاقصاء والمصالح الضيقة .
ربما نستطيع تشخيص الحالة الادارية في الدولة ومعرفة مواطن الخلل ولا يحتاج الامر الى التحليل الذكي والعميق ،بل الامور واضحة ولكن احيانا نتردد في قول الحق لان العائد من قول الحق ليس سليما دائما وقد يسبب اضرارا لصاحب الحق .
وزير الاعلام معالي صخر دودين اصاب كبد الحقيقة في مقولته ان هناك رؤوسا ستتدحرج ، وهذا امر ضروري اذا اردنا الجدية في مسيرة الاصلاح ، وهنا على الوزراء اولا ان يستمعوا الى موظفي الطبقة الثانية والثالثة ليقفوا على حقائق صادمة واساليب ظالمة ومزاجية منفرة وواسطات غير لائقة ومحسوبيات ضيقة ،
ودحرجة الرؤوس لها انواع ، فاذا كانت البداية في رؤوس القطاع الصحي ، فهناك لا محالة رؤوسا من انواع اخرى يجب دحرجتها فورا في القطاعات الحكومية المختلفة ، وهنا لا نستبق ذكر الانواع بل يكون الحديث عند كل نوع حين تأتي حالة دحرجتها .
والدحرجة مصطلح يجب ان يدخل قاموس الادارة الحصيفة الان ، وان تكون زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى مستشفى السلط اثر مأساة اهلنا عنوان اصلاح ودرسا قاسيا خرج من المأساة لنفتح الكثير من النوافذ لنطل منها على الواقع الداخلي لمؤسساتنا وستكون المشاهد مفاجئة ، وستجد الكثيرين الذين يرددون عبارة " حسبي الله ونعم الوكيل " او عبارة " منهم لله " او " لمين اشكي هو في حد بيسمع "
والبحث في اسباب هذه الاختلالات تجده في شخص ضعيف يتمتع بصلاحيات يريد ان يتخلص من كل من هو اقوى منه في قطاعه ، او من شخص يتلقى تعليمات من جهة اخرى ينفذ حالة تسديد الحسابات لصالحه وصالح تلك الجهة الاخرى ، او وجود لوبيات داخل المؤسسة تلك تتفق لاقصاء فلان او تهميشه وتجميده .
ربما نحن نخوض في مرحلة يجب ان لا نخشى مطلقا اعشاش الدبابير ، لأن المرحلة الجديدة ترفض هذه الفئة ، بل يجب ان ترفض ذلك وان نصل الى الواقعية والعدالة بمفهوم الكفاءة والخبرة والحرص على الوطن والمواطن طالما ننعم بقيادة تلامس الواقع الحقيقي وترسم لنا نموذجا في قوة اتخاذ القرار لتجنب التخبط والعشوائية والازدواجية وان نمنع اي مسؤول ان يركب موجة مسؤوليات دائرة اخرى ، وان نصحح مسار الكثير من السياسات في القطاعات الحساسة المجتمعية في حكومتنا .
نشعر بثقة اكبر في المستقبل ، وان نشعر بأن المزاجية والشللية والتنفيعات في اي مجال في طريقها للزوال