نعم يا جلالة الملك، عنوان مقالي هذا هو ذاته عنوان كتابك القيّم، فبيدك وحدك تتحقق فرصتنا الاخيرة في النهضة، فالفساد استشرى بوطننا، والاهمال خنق احلامنا البسيطة بوطنٍ نعيش به بكرامة فوق الارض، لا مُمجدين في باطنها.

كلُّ مجرم يرمي بجرمه على الآخر و كل مُهملٍ يتوارى بأنظاره عن المشهد و كأنّ العيون إن تغطّت افقدت بذلك جميع الحواس ! كيف للقاتل اليوم أن ينام؟

كيف سيأتيه النوم و صرخات من توسلوا الانفاس لا زالت تحوم في آذانه؟

اباعوا ضمائرهم أم أجرّوها لمن لا ضمائر لهم، صرخات تغلّف ارواحاً حلمت بحفنةٍ من الشهيق و لم تعلم أن الزفير الاخير قادمٌ لا محالة، قادمٌ بيد من خططوا بإهمالهم على ارسال الابرياء في رحلة أخيرة بلا عودة، كيف لهم أن ينعموا برغد العيش و ظلال من تعذّبوا لن تفارقهم إلى مُنتهى الدهر ؟

يا جلالة الملك أغلق الوطن وحدوده وأعلن يوم الحساب الملكي، قل للفاسدين لقد انتهت أيام فسادكم واتى يوم الحساب الأرضي.

ما حصل اليوم يجب أن يكون منبها للوضع السيء الذي وصلنا اليه، فالوباء لم يفعل شيئا سوى تعرية افعال المسؤولين و فسادهم، فتارّة يحدث تلوث للمياه واضح كعين الشمس يكذّبه المسؤول و ينفيه وكأنّ استغفال الشعب و اعتباره ابلهاً أصبح بروتوكولاً ضروريا، وتارّة تقع حوادث بالعشرات سببها تدني مستوى البنية التحتية ليخرج المسؤول نافيا و مستاء من ظلم نقاد حسب رأيه، وما بين الاول والاخير أرواح تُرهقْ و أحلامٌ تُزهقْ و حناجر تشهقْ النفسَ الأخير المؤلم.

رحم الله الارواح البريئة التي فقدناها اليوم في مستشفى السلط وألهم الله ذويهم الصبر و القدرة على تخطي هكذا فاجعة.