ضحايا مستشفى السلط لم يتوفوا من وباء كورونا.. بل توفوا خنقاً جراء انقطاع الأوكسجين عنهم.
توفوا خنقاً من غياب الضمير.. وغياب المسؤولية.. توفوا نتيجة الاستهتار.. واللامبالاة والتقصير والإهمال بالوضع الحرج الذي يمر به الوطن.
نحن اليوم لسنا بحاجة إلى أن نشاهد ونسمع وزير صحة يخرج علينا فقط عبر وسائل الإعلام لينصحنا بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.. نحن لسنا اليوم بحاجة إلى أن يخرج علينا بتصريح او مؤتمر صحافي ليدلي علينا بنشرة قصيرة بعدد الوفيات وعدد الاصابات وعد حالات الشفاء.
ان دور وزير الصحة هو الإشراف والمراقبة والمتابعة الميدانية وليست المتابعة من وراء الطاولة.. دوره مسأئلة عن كل ما يجري في المستشفيات من حيث تدريب الكوادر الطبية.. ومسائلة ومراقبة أداء إدارة جميع المستشفيات فنياً وادارياً.. ومدى توفر الأجهزة الطبية.. ومدى تقديم الخدمات.. ومدى الاحتياطات المتوفرة في كل مستشفى بشكل صحيح وسليم.
ما احوجنا اليوم ان يقوم كل وزير وكل نائب بالانخراط الميداني في المجتمع وداخل المؤسسات وداخل القطاعات كل حسب مهمته.
ما احوجنا إلى مسؤولين أيضا يقوموا بمحاسبة كل موظف مقصر.. وكل ممرض وكل طبيب لا يتحمل أمانة المسؤولية وهذه المهمة التي من المفروض أن تكون مقدسة.
ما احوجنا خاصة في هذه المرحلة إلى إعادة وترتيب وإصلاح المنظومة الصحية..
الدور الرئيسي لكل وزير والمكان الرئيس لكل وزير لا يكون خلف الطاولة او على الكراسي.
فاجعة مستشفى السلط مسؤول عنها كل من الوزير والمسؤولبن وكل ممرض وكل طبيب مقصر في واجبه ومهنته.. كل المنظومات في مجتمعنا يمكن إعادتها وزصلاحها.. ما عدا المنظومة الأخلاقية.
فتباً لكل يد أقسمت.. ولم تف بما أقسمت عليه