باغت أهلنا وأحبتنا الموت بشخصية تسونامي، الموت الذي لم ينتظر الاوكسجين المنقطع عن المرضى ، جعلنا نفجع بما سمعناه وشاهدناه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، هكذا بدت الأخبار تتوالي من وفيات " رحمهم الله " وزيارات المسؤلين والوزراء ومن ثم استقالة وزير الصحة والتحقيقات والقصص المواكبة وغيرها من التغطيات.

كلنا تابع الأحداث والمجريات وردود الافعال، لكننا نتوقف امام تحليل الوضع الذي تعاني منه مؤسسات الدولة وكوادرها الوطنية ومسؤولياتها.

ان الصمت الذي يعقب كارثة هائلة هو أشد الأصوات التي يمكن سماعها، فهل من جاهزية لسماع أصواتهم، إن ما حدث ويحدث في كثير من مؤسسات الدولة لا يمكن التغاضي عنه، فهل ننتظر وقوع الكوارث ثم نهب لإنقاذ المواقف لقد إنهارت جسور التواصل والثقة بين المواطن الحكومة ولا سيما أننا في كل مرة نتعرض فيها لكارثه أو مصيبة، تغرق الحكومة بسفنها وقوارب النجاة وتنقطع حتى الحبال المربوطة بأطواق النجاة.

شكرا يا جلالة الملك ..

نشكرك سيدي ونعتذر منك عن كل ما يصدر منا ولا نستطيع الرد عليك.. ولا الاجابة على استفساراتك ولكننا نقول لك بكل صراحة نريدها منك يا سيدنا ( ثورة على الفساد)، الحزم بالقرارات واقالة المخطئ وتحمل المسؤولية ومحاسبة المسؤولين الذين استهانوا بالوطن والمواطن.

سيدي جلالة الملك المفدي..
هل هناك فرصة لإعادة ترتيب صفوف كوادرنا الطبية في مستشفى السلط مثلا والتحقق من آلية تعينات العاملين فيه، التحقق من درجاتهم العلمية والعملية وقدرتهم على ممارسة الطب ليكونوا مسؤولين عن ارواح الابرياء من أبناء الوطن، وكذلك هو الحال في باقي مستشفياتنا الحكومية ومؤسسات الدولة والوزارات، لقد تغول الجهل وسيطر على دفة القيادة وبذلك ظلم كل من هو مؤهل و متفوق ليحتل مكانه الجاهل والغشاش والفاسد بالواسطة والمحسوبية التي تحاربها يا سيدي.. وهي تفرض علينا جميعا وجودها بقوي خفية تحتاج لمن يكشف عنها ويفضح وجودها.

اليوم شاهدنا وسمعنا جميعا ما قام به جلالة الملك بتوجيهاته لإقالة وزير ومسؤول ومدير، فهل ستحذو الحكومة حذو الملك ؟!! وتطلق حملة تنظيفات حقيقية تقطع فيها الاوكسجين على الفاسدين والمستنفعين ، تسونامي باغت أهلنا وأحبتنا رحمهم الله جميعًا وصبرنا على مصابنا، عظم الله اجرك يا سلط الشموخ وعظم الله اجرك يا وطن، حمى الله الملك وولي عهده وعاش الاردن.