على ما يبدو ان غزالتي أيضا سارحة عن الكتابة ، ولا هي تأتي كي تجود علي بالهام أول خيط الكتابة ، ولا هي هادئة حتى تسكن الحروف على الورق.. سارحة والرب راعيها.
أظن غزالة الكتابة محتقنة بعشرات القضايا وحتى الخبايا ، لكنها كعنق زجاجة ممتلئة حين الانفلات عقبا لساعة كتلك التي تسبق موعد تسليمي مقالي اليومي.
ما بين الكتابة والكآبة خيط قصير ومسافة ضئيلة ، وعلى ما يبدو أني أروح دوما ما بين الكتابة او الكآبة ، وأتوقع اني اليوم في الخانة الأخرى.. حائرة ومرهقة وأعاني من "عجقة" ساعتي البيولوجية و"خراب" إيقاعي اليومي.
أغريت غزالتي بأكواب من الشاي الأخضر الذي أحضرته معي من بحيرة "الشمس والقمر" في جنوب تايوان.. لكنها سرحت كثيرا وابتعدت وبقيت أنا وحدي أصارع الوقت والرغبة بكتابة شيء يخرجني من الكآبة الموسمية التي تفتك بي في أجواء غائمة كهذا المساء الرمادي.
الكائن الشرقي معجون بالحنين الغامض ، أسير لحكايا وأساطير بعيدة ، ويدخل الحزن طوعا ، ويكفن ذاته بذاته.. وأذكي نفسي أنموذجا تاما لهذا الكائن.
حتى دمي اليوم صار ثقيلا وأنا نفسي أستثقل دمي ، ولا أجد أي طريقة لأن أبتسم او حتى أكتب شيئا خفيفا ساخرا ، واستغرب حالي من حالي ، كيف يشتعل مزاجي وينطفئ في لحظات ، وكيف يهب الحنين فيه كما تهب النار في أرتال الشيح البري.
أدعو الله ان يعيد لي غزالتي المرحة ويعيد لي شهيتي على الكتابة والتسوق والثرثرة.. وأن لا تكون كل تلك الصفات الأحب "ذهب مع الشيح"،،.
الدستور.