آلمنا أيَّما إيلامٍ فقدُ الشاب الأردني المرحوم بإذن الله، عبد الله العمري، ذي الثلاثة وعشرين عاماً، الناشط على وسائل التواصل الاجتماعي وله أكثر من مليون متابع، في حادث سير قبل أربعة أيام، خلال رحلة سياحية في جنوب أفريقيا كان معه فيها أربعة من أصدقائه نجَّاهم الله بفضله. وقد أجرتْ السفارة الأردنية في بريتوريا الترتيبات اللازمة لتجهيز ونقل جثمان المرحوم إلى المملكة، بالتنسيق مع وزارتنا الكريمة، وبتعاونٍ من قِبَل عدد من مواطنينا النشامى في كيب تاون، حيث وقع الحادث في تلك المقاطعة. وقد ودَّعْنا جثمانَ المرحوم ظهر يوم أمس ليُنقل على رحلة متوجهة إلى الأردن حيث سيودِّعه أهلُه ومحبُّوه اليومَ قبل أن يُوارى الثرى.

نسأل الله له الرحمة، ولعائلته الكريمة الصبر الجميل.
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

وقد جاد خاطري الليلة، في هذا الموقف الأليم، بهذه الأبيات:

بَكَتْ وَرْقـاءُ، فاجتاحتْ مسائي
وخالَـطَ دمعُهـا خُبْـزي ومائـي

وداهَــمَ حُـزْنُـهــا أبوابَ قلبـي
فأَرْبَكَنـي، وفـاضَ بِــهِ إِنـائــي

كأنِّـي مـا عرفْتُ الحُـزنَ يَـوْمـاً
كـأنِّـي لَـمْ أذُقْ طَـعْــمَ البُكــاءِ

تَمَلَّكهـا الأسـىٰ مِنْ هَوْلِ فَـقْـدٍ
فَـهَــدَّ جناحَـهـــا ثِـقَـلُ الهَـواءِ

فَيَا لجِـمَــارِ مَـكْـلُــومٍ وثَـكْـلـىٰ
يَـرُدَّانِ الأَمــانَـــــةَ لـلسَّـــمــاءِ

يَـذوبُ الخافِقـانِ أَسَىً بِصَمتٍ
كَـأَنَّـاتِ النَّـخِـيْــلِ بالانْـحِـنــاءِ

وَقَـفْـتُ مُعَـزِّيـاً، لكـنَّ حَـرْفـي
جَرىٰ هَمْساً، وضاقَ عن العزاءِ