تابع الناس أول من أمس القرارات التي اتخذتها الحكومة والتي سوف يبدأ العمل بموجبها اعتباراً من يوم غد، وما بين مؤيد ومعارض انقسمت ردات فعل المواطنين كل من وجهة نظره وتقديراته لاعتبارات مصالحه وحياته اليومية وحرية تنقله من مكان إلى مكان دون قيود تحددها ساعات بعينها ولربما ألحقت القرارات الضرر ببعض المنشآت والعاملين فيها وبطبيعة الحال فإن هؤلاء لن يصفقوا لمسوغات القرارات مهما كانت.
كورونا شر مستفحل لا يرحم كبيراً ولا يميز بين غني وفقير والأعداد الهائلة بالاصابات تنذر بنتائج وخيمة وعلى الحكومة أن تضع مسألة الحفاظ على صحة الناس وسلامتهم في مقدمة أولوياتها وبما ينسجم مع توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني الذي كرر دعوته للحكومة أكثر من مرة كي توازن بين إدامة حركة عجلة الاقتصاد من جهة وتوفير أقصى رعاية صحية للمواطن الأردني واحسب ان حرص الحكومة على ذلك كان السبب في اقدامها على قراراتها الأخيرة في وقت رأت فيه ضرورة تطبيق قاعدة الضرورات تبيح المحظورات لأنها في قرارة نفسها لا تحبذ ولم تتمن إغلاق المنشآت وتقليص ساعات تنقل المواطنين والحد من حركتهم وتلبية مصالحهم واحتياجاتهم اليومية.
الدولة في مواجهة صريحة مع الفيروس اللعين وفي سبيل تحقيق ذلك فإن على الجميع ان يكون متعاونا ومتفهما لطبيعة المرحلة التي تمر بها الممكلة، ونحن في هذا البلد اعتدنا أن نواجه التحديات ونخرج منها أكثر رغبة وعزيمة في قطع أشواط جديدة من مسيرة البناء والتنمية وكلنا نعرف أن لا أحد يحك جلدك مثل ظفرك.
نقول ذلك وفي ذاكرتنا مقولة جلالة الملك عبدالله ( شدة وبتزول) وكورونا شدة ومعضلة سوف تذهب إلى غير رجعة وتصبح حديثاً من الماضي، فليكن صبرنا على أنفسنا ولا صبر الناس علينا ولنعطي الحكومة فرصة لتؤتي قراراتها أكلها وتنخفض أعداد المصابين ونعرف حينها أن القرارات كانت صائبة، وأن تقليل حركة الناس والاختلاط وإقامة التجمعات كان لغايات المحافظة على صحة الناس أولاً وأخيراً..
يتداول المواطنون فيما بينهم نقداً صريحاً واضحاً لكل قرار حكومي وهذا التلويح بحالة عدم الرضا يجب أن يتوقف وبخاصة في ضوء تزايد الوفيات، مع العلم أن حدود إمكانيات وطاقات بلدنا محدودة جداً وعلينا جميعاً أن نتخيل الوضع وشدة خطورته في ظل معرفتنا بحدود الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، وكل ذلك يدفعنا أن نقف في حدود المنطق وألا نجانب عين الصواب وننظر إلى النصف الفارغ من الكأس، ونكتفي بالنقد من بعيد.. ولنكن صريحين مع وطننا ومع أنفسنا وننتظر الفرج من عند الله، ونعود كما كنا قبل ذي عام من الآن.
كان وسيبقى المواطن الأردني هو الأولى والأحق بالرعاية، وهو الخط الأحمر الذي لا يمكن التهاون في سبيل توفير كل ما يمكن أن يرفع من سوية العناية به، ونعود ونكرر أن مواطنتنا الصالحة وصدق انتمائنا لبلدنا وحرصنا عليه يتطلب منا المزيد من التعاون والتكاتف والتعاضد في هذا الظرف الاستثنائي بكل معطياته.
(الرأي)