هكذا وبكل وضوح علينا المواجهة وتحمل المسؤولية بشجاعة وصبر مع خضم تفاقم الوضع الوبائي وبات علينا التفكير بشكل رشيد وفريد وقبول تام والتزام دقيق بجميع الإجراءات التي تتخذ للحد من انتشار الفيروس وخصوصا في التجمعات.

اما آن الأوان لنلغي جميع منافذ وفرص التجمعات وفي الأماكن كافة وبشكل مدروس سواء في المدارس والجامعات ودور العبادة وسائر أماكن التجمع التي تشكل فرصة مناسبة وكفيلة لانتشار الفيروس بصورة مخيفة.

فقدنا أعزاء جراء الإصابة بفيروس كورونا وفي ظروف صعبة ومعاناة قاسية في غرف العناية المركزة وأجهزة التنفس الاصطناعية وها هي حالات الوفاة تزداد ونفقد المزيد من أفراد المجتمع بمرارة وألم الفراق.

يتضح الأمر بوضوح الآن وبشكل أكبر وبضرورة قصوى لتقدير الخطر المحدق بنا جميعا الذي يحتاج إلى عناية وإجراءات مشددة لتجاوز المرحلة القادمة من انتشار الفيروس وازدياد حالات الإصابة.

ما المانع من التضحية وفي ظل الظروف الراهنة من بعض الحرية ومن بعض النعم ومن بعض الرفاهية ومن بعض ما يزيد عن الحاجة وبعض من الكلام الجارح والنقد اللاذع والشكوى والتذمر؟

الآن وبوضوح لا نحتاج إلى بطولات إعلامية من بعض المذيعين وتصيدهم ومن التقارير الملفتة للنظر فقط ولا نحتاج إلى صورة مشوهة من الحقيقة ومن الواقع الصعب الذي نعيش على المستوى الاقتصادي والصحي والتعليمي.

الضرر الذي ندفعه اليوم هو ضريبة للعديد من التحديات السابقة ومنها التهاون والاستهتار وعدم الالتزام وقائمة تطول من المخالفات الأخلاقية لمفهوم الوعي الشامل بفيروس حصد من والأحبة والأعزاء وأوجع القلب.

يتضح الأمر الآن وبوضوح إلى ضرورة أخذ المطعوم والالتزام بالإجراءات الاحترازية والصدق مع النفس ومع التحذيرات التي تطلقها وزارة الصحة واللجان المختصة وعدم الاستماع والانصياع للشائعات والأكاذيب ومقاطع الفيديوهات وما تعرضه من تفاهات ومغالطات.

المطلوب الآن وبوضوح الانتباه إلى ما نقول ونتصرف بشأن هذا الوباء والاهتمام والعناية بما تفيد به الجهات المختصة من نداء وما تقرره من أوامر دفاع وقرارات وإجراءات لم تتخذ إلإ للضرورة بكل أنواعها وأشكالها.

المطلوب وبوضوح وكما أعلنت الحكومة مجموعة من القرارات القاسية ولكنها ضرورية في سبيل التغلب على الوضع الخطير جراء ارتفاع حالات الإصابة وكذلك ارتفاع حالات الوفاة ونتيجة دخولنا مرحلة حرجة تستدعي وبدون تأجيل اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية والوقائية والتي تصب في ارواحنا جميعا، المطلوب الالتزام التام فقط لا غير.

المطلوب منا تخطي حدود الظن إلى اليقين بأن القدر يحمل في طياته الامتحان والذي يفرز مدى القدرة على الصبر والتحمل في خضم المعاناة، تماما كما يرويها الخارج من العناية المركزة ويصف لحظات التنفس وانتظار الرحمة على سرير الشفاء.

ليس الأمر بالهزل ولكنه جد الجد ويحتاج إلى تفكير وممارسة والتزام بمفهوم السلامة العامة والأمانة والحرص على عدم نقل العدوى والتسبب في فقدان عزيز لا قدر الله.

المطلوب الآن وبوضوح حسن التصرف والإدارة في شؤوننا جميعها حتى نسعد بحق ونحظى بفرح وبهجة وسرور بنعم الله ظاهرها وباطنها.

(الرأي)