لأنكَ القامةُ الهاشميّةُ الّتي ما كانتْ إلا حفيّةٌ بالمحبّةِ وعلى مَفرِقكَ تُشاكُ الوشوشاتُ وتتوهجُ الأحلامُ، ومع الأنساغ تتورّدُ الآفاقُ، وهنا أزعمْ يا سيدي أنّ الأُقحوانَ ما تشرّبَ الحياةَ إلاّ من بحرِ عطائكَ، وما هاجتِ العواطفُ إلاّ من معين عَطفكَ، فمن عينيكَ نرى المسافةَ من أرباضٍ طيّبةٍ حتّى مناهلُ السقيا ثم إنّ الله ربطَ قَلبَكَ على شعلةِ اللُّقيا فما كانتِ اللّحظةُ تلكَ اللحظةُ إلاّ عناقُ الُّرؤيا.
يا جلالة الملك ..
رسمتَ لنا في سماءِ الحكمةِ سماءً وتمدّ أمام أعيننا مع أجنحةِ التحليق بهذا الوطن فضاءً، وتكون بيننا دوماً يا لِجلالِ الموقف وروعة اللّقاء، وندورُ معكَ كيفما دُرت، نأتيكَ من كلِّ الجهات يا أيُّها الملك الّذي يحملُنا صباحَ كلّ يومٍ مع الشّمسِ إلى فضاءاتِ العطاءِ امتدادًا عَبْرَ الصّباحاتِ النّديّةِ، والمساءاتِ النّقيّةِ، تُوقِدُ فينا مشاعلَ المحبّةِ، وتزرعُ بينْ شفاهِنا مباسمَ الإيمانِ، وأنتَ قدّيسُ الدّرب من مَرْكز النّور، حملت المشْعلَ، ورُحتَ صاعدًا، تصنعُ من لغةِ الرَّمْلِ خريطةً للدّهشةِ وأنتَ رُبّانُ هذا الزمانِ وقمرُ الدّروبِ الصّاعدةِ.
يا جلالة الملك ..
العيونُ ترحلُ إليكَ، والقلوبُ ماثلةٌ بين يديك عبر الدّروبِ الظامئةِ، وأنتَ في عيون الأخيار سفرُ مروءةٍ من حماة الديار، وسيفُ العدل البتّار، العيونُ ترحلُ إليكَ، وأنتَ النّجمُ الّذي تعلّقت به القلوبُ، وصفتْ لهُ، ولن تساومَ عليك من طمعٍ هنا ولا من هناك؛ لأنّكَ ملكٌ وفوقَ الكلامِ إذ وصفناك، من أجل هذا يا سيدي لا نُقدّمها شكوى فليس بين المحبين إلا جسرٌ يعبرون عليه إلى المحبةِ وهكذا عرفناك، فالّذين يتآمرون على البلد ويزرعون الشوك في حلوقنا ويرشون الملح والرّماد في عيوننا نشكوهم إلى اللهِ ثمّ إليك وحفظك اللهُ منهم وحاشاك.
قُلوبنا معلّقةٌ بك يا سيدي، فهذه الطبقةُ المعتمةُ لا نراها ولا علاقةَ لنا بها ولكننا نراكَ، نمدُّ أيدينا بالكلام، لكنّك يا سيدي تسبقُ إلينا وتكون بيننا بروحكَ وقلبِكَ فحماك اللهُ ألفاً وألفاً وألفا وحماك.
دُمتَ يا سيدي لنا نصيراً فكيف لي أن أراك .. وسأبقى أنتظرُ توجيهاتك لأتشرف مولاي بلقياك .. لأضع بين أياديك الطّاهرةِ رؤيةً فيها الخيرُ لوطني الّذي أحببناهُ كما أحببناك.