يؤسفني ويؤلمني ان اقول اننا شعب لا نحترم القانون ولا نقيم له وزنا ونمارس الفوضى ونرمي بأنفسنا إلى التهلكة بأسلوب عدم المبالاة ونحن نعرف الحقبقة وندرك ونعي مخاطر مخالفة القانون ولكننا نمارسها عن سبق اصرار وتعمد لأنها ثقافة تجذرت في نفوسنا وعززها بعض المسؤولين الذين جاءوا إلى مناصبهم من خلال مخالفة القانون والقفز عن الاعراف واخلاقيات المهنه والاستقامة والنزاهه فاختلط الحابل بالنابل واصبحت مخالفة القانون تأخذ منحى التعبير عن الرجولة والقوة والقدرة على جلب المنافع ودرء الاضرار والتغول على الآخرين دون رادع او وازع.
وفي الوقت الذي يتحدث فيه المسؤولون عن واجب احترام القانون وتطبيقه على الجميع دون استثناء نراهم اول من يخرقون القوانين والأنظمة والتعليمات التي وضعوها ويرتكبون المخالفات ويتطاولون على القانون دون حياء او وجل ويستمرون في التنظير دون مبالاة فيكون كلامهم مجرد تغريدات للاستهلاك ولا قيمة لها ويفقدون ثقة الناس ويعززون لديهم حب خرق القانون.
ترى في الشارع من يسير معاكسا للسير وترى من يقطع الإشارة الحمراء وترى من يغير مسربه معتديا على دور غيره وترى من يرسل الرسائل من هاتفه وهو يقود سيارته في طريق مزدحم ينبغي معه اخذ الحيطة والحذر والانتباه وترى من يقذف بالقمامة واعقاب السجائر من سيارته وينتقد في الوقت نفسه عدم نظافة الشارع.
وترى موظفا مؤتمنا يحضر إجازات مرضية وهو غير مريض وترى اخرا لا بأبه بالمراجعين وتركهم في الانتظار وهو يجري مكالمات مع أصدقائه ومشغول بمصالحه الخاصة وترى اخرين يعطونك مواعيد لإنجاز معاملتك ولا يصدقون معك وترى موظفين يجلسون مع بعضهم لتبادل أطراف الحديث تاركين المراجعين في الانتظار لساعات طويله.
وترى مسؤولين يمارسون الواسطة والمحسوبية وان كانت على حساب الآخرين ولو وقع الظلم وتفشى.
وفي ظل التعليمات المشددة بخصوص اتخاذ إجراءات وقائية لمنع انتشار وباء كورونا تجد مخالفات يندى لها الجبين فمن عريس يقيم حفلات الزفاف ويدعو الناس إليها إلى من يفتح دوايين العزاء ويستقبل المعزين بالقبل والاحضان والى مواطنين يصرون على عدم ارتداء الأقنعة الواقعية وعدم استخدام المعقمات والمخالطة الاجتماعية المحمومة ومن ثم ينتقد الحكومة ويحمله مسؤولية انتشار الوباء.
وتطول قائمة المخالفات وممارسة الفوضى في الوقت الذي نطالب فيه بتطبيق القانون ونضرب أمثلة على الدول التي تحترم القانون والنظام.
متى سيأتي اليوم الذي نحترم فيه أنفسنا ونحترم القوانين التي وجدت لتنظيم حياتنا وتيسيرها وحماية الناس والحفاظ على مصالح الجميع وكيف استطاعت الدول الأخرى الوصول إلى هذه المرحلة ونحن ما زلنا نقبع في التخلف والتخبط ومن المسؤول عن هذا الواقع المر.