في الذكرى العطرة .. الاسراء والمعراج
فيصل تايه
10-03-2021 10:15 PM
كبيرة هي مشاعرنا الفياضة بذكرى مباركة ، وهي تخص حضرة نبينا الاعظم صلى الله عليه وسلم ، وبركة بيت المقدس وربطه بالمسجد الحرام ، أو المشاهد الكبرى التي رآها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الليلة العظيمة ، فذكرى الاسراء والمعراج تأكيد لفضل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم على جميع الأنبياء ، ولو صح أن بعض الأنبياء عرج الى السماء فانما عرج بروحه فقط، أما نبينا فقد أسرى وعرج بروحه وجسده الشريف ، فكان هذا تأكيداً لخصوصيته وعظمة قدره صلى الله عليه وآله وسلم، بدلالة أنه أمّ بالأنبياء في بيت المقدس فهو خاتمهم وامامهم وسيدهم.
في ذكرى الاسراء والمعراج ونحن نعيش التأمل في معجزة الإسراء والمعراج، واستخلاص الدروس والعبر منها، في هذه الأزمة التي تمر بها الإنسانية، والثقة في قدرة المولى -عز وجل- على رفع الوباء ومساعدة البشرية على النجاة في هذه الأوقات العصيبة ، فكم نحن بحاجة إلى أن نتدبّر تفاصيلها لنزداد إيمانا وتوكلا وتفاؤلا في ظل هذه الموجة المستغربة التي تبث التشاؤم واليأس بين صفوف الناس ، وكم نحن بحاجة إلى نعود إلى اليقين لنثبّته في نفوسنا ، فالحقيقة الواقعة التي علينا أن نلتزم بها مع تفاؤلنا الواعي والإيجابي هي قول الله تعالى: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ».. وطالما نحن نتآلف مع الفساد ولا نريد الإصلاح فلن ينصلح حالنا..؟!
في أيام بلاء كورونا ، لنتذكر هذه المناسبة ونتعلم منها التفاؤل والعمل الصالح وحسن التوكّل على الله تعالى الذي وعدنا فقال «قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ» ، ولنتعلّم في هذه الأيام كيف يكون الإيمان دافعا للتقدّم ، وحافزا للعمل ، ومشجّعاً على الأخذ بالأسباب ، وليس كما يريده البعض للأسف ، مجرّد كلمات تخرج من ألسنتنا بينما كل تفاصيل حياتنا تعارضها وتتنافى معها..؟!
ولنتذكر رسولنا الكريم حين رفع اكف الضراعة إلى الحق جلّ وعلا.. وقال «اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك»