قيض الله لي أن أكون ضمن الوفد الإسلامي الأردني الذي زار القاهرة في عام 1997 للاطلاع على التجربة المصرية في قضايا السكان والتنمية وتنظيم الأسرة .وكان الوفد يضم مع حفظ الألقاب " محمود السرطاوي ، نبيه سلامه ، عبدالفتاح صلاح ، محمود الشويات ، محمد خير العيسى وعصام عربيات " وخلال لقاء الوفد مع فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي مفتي الأزهر الشريف والحوار معه حول مختلف القضايا التي لها علاقة بالسكان وتنظيم الأسرة ، وخاصة أن للدكتور الطنطاوي فتوى مشهوره أعلنها في عام 1988 عندما كان مفتي الديار المصرية حول جواز تنظيم الأسرة للعوامل الصحية والاقتصادية والاجتماعية عند تراضي الزوجين . بادرت الدكتورة نوال الفاعوري بسؤال فضيلة الشيخ عن رأي الدين في موضوع الاستنساخ البشري والذي كان حديث النشأة ومحط اهتمام ومتابعة في ذلك الوقت ، فكان جواب فضيلة الشيخ انقله حرفيا من باب الأمانة " لا أفتي بموضوع الاستنساخ إلا إذا شاهدت عملية الاستنساخ أمام عيني ومعي طبيب ثقة يشرح لي خطوات الاستنساخ خطوة خطوه حتى أتمكن من تقديم رأي الدين في هذه القضية " .

أتذكر شيخنا الجليل الطنطاوي وادعوا له بطول العمر وأتحسر على الفتاوى التي أصبحت تدب علينا من كل الزوايا وفي مختلف القضايا ، وبكبسة زر واحدة تحصل على الفتوى ، واذا لم تعجبك تنتقل الى موقع آخر لعلك تجد ما يناسب موقفك وتطلعاتك ، فتاوى للأسف من شيوخ لا علاقة لهم بالدين ولا بالقضايا الدنيوية .

وبعد،،، أننا في ظل وجود أكثر من خمسة آلاف محطة فضائية ، منها 325 محطة عربية و868 محطة يستقبلها الوطن العربي دون تشفير ، وهناك 15 قناة إسلامية تعبر عن مختلف الرؤى والاتجاهات . ووجود أكثر من 260 ألف موقع الكتروني في منطقة الشرق الأوسط تتعامل مع الشأن الإسلامي . ووجود مواقع الكترونية تقوم بعملية الإفتاء وتقدم ما معدله 35 - 50 فتوى يوميا ، غير الآراء التي تبث فيه ردودا على اسئلة المتابعين في مختلف الشؤون الدينية ، وهناك محطة الكترونية تحتوي على 644 ألف فتوى تراكمية . في ظل هذه الفوضى العالمية في صناعة الفتاوى ، وفي ظل اختراقها من قبل هواه الفتوى ووجود الشيوخ الـ ( Made in China ) ، ودغدغة العواطف ،والفتاوى الشاذة ، والتي قد تعرقل تقدم المجتمعات وتنميتها وازدهارها وخدمة الإنسان والإنسانية وتؤدي إلى مزيد من الشقاء والمعاناة للمسلمين وسبباً لتخلف مجتمعاتهم ، أدعو المواطنين إلى عدم الالتفات والتأثر بأي فتوى بعيدة عن دوائر الإفتاء الرسمية ، وإنها مناسبة لتقديم تقديرنا واعتزازنا للدوائر المعنية بالإفتاء في أردننا العزيز . لما تتميز به من جدية في الطرح وحسن في التعامل ، وإقناع للسائلين .

اعود الى الموقع الذي يحتوي 644 الف فتوى تراكمية :
ترى ما هي القضايا التي يطرحها هذا الموقع وهل تتسع الحياة على رحابتها لاحتواء هذه الفتاوى، اللهم الا اذا كان المقصود هو التضخيم والتفخيم ومن حيث لا يدري الجاهلون يبدو الاسلام خاصة والديانات عامة وكأنها جملة من التعقيدات والازمات التي تبحث عن حلول لدى المتنطعين بائعي الفتاوى... غفر الله لنا جميعا
Ohok_90@yahoo.com