الحكومة تصفع العمال في عيدهم
فهد الخيطان
04-05-2010 03:39 AM
** فَصلُ السنيد من عمله إجراء انتقامي لم يُقْدِم عليه الوزير من دون ضوء أخضر.
منذ 5 سنوات تقريبا وعامل الزراعة - محمد السنيد - يُكافح من اجل إنصاف رفاقه, وتثبيت حقوقهم الوظيفية, وأثمرت عشرات الاعتصامات والاضرابات والوقفات الاحتجاجية في انتزاع هذه الحقوق لعدد كبير منهم, فيما يزال الآخرون ينشطون من اجل ترتيب اوضاعهم تمهيدا لاغلاق الملف نهائيا. بالأمس كافأت الحكومة العامل السنيد على دوره في قيادة التحرك العمالي ووجدت في يوم العمال العالمي فرصة ممتازة لتكريمه اذ اصدر وزير الزراعة كتابا بفصله من العمل بحجة حصوله على 3 انذارات خلال 11 سنة.
يُشكل القرار التعسفي صفعة واهانة لكل عمال الاردن في عيدهم ويؤشر على رغبة في الانتقام من السنيد لدوره البارز في قيادة لجان عمال المياومة. وأجزم ان الوزير لم يتخذ القرار قبل ان يحصل على الضوء الاخضر من الحكومة.
كان السنيد يستحق التكريم في الاحتفال الذي رعاه رئيس الوزراء في الاول من أيار ليس لانه متفان في عمله كعامل زراعة بل على الدور الذي لعبه في تأسيس لجان لعمال المياومة في كل المحافظات قدمت نموذجا حضاريا في تنظيم الاعتصامات والاحتجاجات السلمية وتطوير وعي فئات اجتماعية مهمشة شكلت نموذجا حركيا فريدا ومتقدما عز نظيره لدى المثقفين والمسيسين.
ففي كل الاعتصامات التي نظمها عمال المياومة وتقدمها السنيد لم يسجل اي اعتداء على رجل أمن او ممتلكات عامة او خاصة.
وتَحرُك السنيد ورفاقه انطوى على ميزة اخرى تؤهله للتكريم لا الفصل وهي انه كان عابرا للهويات الاقليمية والجهوية والمناطقية التي نعاني من ويلاتها الآن, فقد شكلت اللجان مظلة للعمال من المحافظات كافة من مختلف الخلفيات الاجتماعية. ولم يكن السنيد ورفاقه يتلقون دعما ماليا من منظمات اجنبية او من اجهزة رسمية بل ينفقون من رواتبهم المتواضعة لتنظيم نشاطاتهم واجتماعاتهم.
فكيف تضحي الحكومة بهذا النموذج الفريد, وتنتقم بهذه الطريقة البائسة من رئيسه. اي بلاهة سياسية تقود اصحابها الى اتخاذ قرار تصعيدي وفي يوم العمال العالمي?!
لم تتعظ الحكومة من اخطائها السابقة وهي مُصّرة على الاستمرار في سياسة التأزيم, والحق انها تملك فريقا متخصصا في اشعال الحرائق واثارة الازمات فما ان تهدأ مشكلة حتى يبادر في اختلاق غيرها. ووزير تترنح وزارته بملفات الاختلاسات وتَمْثُلُ دزينة من موظفيه امام القضاء لا يتوانى عن الانتقام من عامل قرر ان ينتصر لكرامته ويتوجه للقضاء لانصافه من الظلم فما كان من الوزير الا استباق حكم القضاء وفصله من عمله المتواضع.
فصل السنيد مسؤولية الحكومة وهو صفعة للعمال جميعا ولكل الناشطين في العمل العام او من كانوا يتوهمون مثلي بأننا جادون في مسيرة الاصلاح والتنمية السياسية والديمقراطية ... الخ.
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم