أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الرقمي عموماً تغييرات جوهرية في الحياة اليومية، لكنها بلا شك تغييرات هامة من بينها تواصلنا مع الآخرين بعدما اتاحت تلك الوسائل الفرصة أمام عدد كبير من الطبقات الإجتماعية للادلاء بالرأي وسماع الرأي الآخر عبر الدردشة و الصوت والصورة ويسجل لتلك الوسائل كسر احتكار المعلومات بعد أن أصبح تداولها واسعا إلى حد كبير.
لكن اللافت في وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الرقمي تصدر الاتجاه السلبي على المشهد الرقمي من حيث نشر الشائعات والسلبيات والأخطاء والأخبار المغلوطة وكأن المشهد العام يخلو من الإيجابيات بتاتاً.
اليوم وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة مؤثرة على القيم و المعتقدات والتوجهات والممارسات في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والدينية والأصل من مستخدمين تلك الوسائل الانتباه لتأثيرها على العقل والسلوك واعادة النظر في المحتوى الذي يتلقاه من خلال التفكير الناقد والمشاهدة الواعية والتفكير تفكيرا عميقًا في الموضوعات المنشورة وما وراءها.
الرسائل التي يتم بثها من قبل مجموعات كبيرة على وسائل التواصل الإجتماعي ويتم تداولها والتعرض لمشاهدتها من قبل الكثيرين سامة و خطيرة تتعمد إحباط الناس من كافة الجوانب و تعزز النظرة السلبية في رؤية الواقع و تتعمد هدم المنظومة القيمية و زعزعة الاستقرار علاوة على الترويج لخطاب الكراهية ما يؤكد أننا أمام وباء معلوماتي أشد خطرا وفتكا من وباء كورونا، و واجب الجميع مواجهة الوباء المعلوماتي وأن تكون وسائل التواصل الاجتماعي أداة خير و تنوير و بناء في المجتمع من خلال مناقشة القضايا الجوهرية ذات الاهتمام العام و تعزيز النظرة الإيجابية وتناقل المعلومات برؤية واعية لتحقيق الصالح العام و كل هذا يقع على عاتق مستخدميها، والله من وراء القصد.