كلنا متفقون أن التعليم الوجاهي هو الأفضل خاصة للصفوف الأولى من الدراسة ولكن نحن أيضا متفقون أن خيار التعليم عن بعد لم يكن ترفاً في ظل جائحة كورونا.
باعتقادي من الممكن أن نعتبر ما مر به التعليم المدرسي والجامعي من ظروف صعبه كنقطة مفصلية تجعلنا نطور من أساليبنا التعليمية ومن المحتوى الذي يرتكز على كثرة المعلومات على حساب المهارات وطريقة التفكير.
التعليم عن بعد يمكن أن يكون الأداة لهذا التغيير.
لنحاول إيجاد بعض الحلول لهذا الوضع الذي أُجبرنا عليه، بداية علينا التفكير بأن جودة التعليم لا ترتبط بزخم المعلومات المعطاه، لذلك لا ضير بتخفيف المنهاج المنوي إعطاءه للطلبة للأشهر المتبقية من هذا العام الدراسي والعام القادم، ليكون التركيز على المعلومات والمهارات الأساسية عند الطلبة.
ان اتساع محتوى المناهج يربك الطلبة في الوضع العادي فما بالك عندما نتحدث عن التعليم عن بعد.
وهنا أنا لا أتكلم عن تغيير المناهج بل بإمكان وزارة التربية والتعليم ان تأخذ قرار بحذف بعض الفصول والتركيز على المهم منها. وإذا حصل هذا تستطيع الوزارة تحديد بعض أشهر من السنة الدراسية القادمة، في حال رجعنا للتعليم الوجاهي، لعمل نوع من المراجعة لأهم المحتويات التعليمية لهذه السنه، حتى لا يكون الفاقد التعليمي كبير.
الابتعاد عن أسلوب سرد الحقائق والمعارف والتركيز على المهارات سيكون من اهم الركائز لأحداث التطوير على التعليم عن بعد.
صمود التعليم في هذه الجائحة والعمل على تعزيز قدراتنا في التعليم عن بعد لن يحصل إلا اذا اعتمدنا على نظم تعليمية اكثر مرونة وتضمن العدالة في الحصول على التعليم لجميع فئات المجتمع وخاصة في المناطق الأكثر تضرراً من هذه الجائحة بسبب ضعف توفر مستلزمات التعلم عن بعد وما تحتاجه من بنية تحتية.