قلب اﻷم يعتبر أكثر قلب عاطفي وحنون ورحيم ودافىء ويتحمل وصبور وصادق ومعبّر، وربما يكون قلب اﻷم هو اﻷكثر في تنوّع الصدمات وشدّتها ووقعها على النفس، فتباين صفاته توجز قيمته وعاطفته ودرجة تحمّله وإيمانه برسالة الأمومة والتنشئة والمتابعة والرعاية والنجاح؛ ببساطة لأن الأم صادقة في مشاعرها الحقيقية في الفرح والحزن على السواء:
1. قلب اﻷم يقطر فرحاً وسعادة للمولود الجديد على أمل تربيته ليكون مواطناً صالحاً للوطن واﻹنسانية ومؤمناً بربه ويقوم بكل أنواع الواجبات الموكولة إليه بأمانة؛ كيف لا وهي تضطلع بمسؤولية التربية لتخرج إنساناً واعياً ومدركاً للحياة.
2. قلب اﻷم يعتصر ألماً وحزناً وينجرح أيضاً على الفراق اﻷبدي لفلذة كبدها ﻷنه قطعة منها؛ كما يعتصر ألماً لمرض أحد الأبناء ريثما يتماثل للشفاء؛ وربما الموقف الأصعب بحياتها هو فقد فلذة كبدها.
3. قلب اﻷم يحزن ويشتاق لغياب إبنها أو إبنتها ولو كان لفترة قصيرة محدودة؛ لأنه قطعة منها؛ وكذلك الحال لأمها وأبيها سواء في فقدهما المؤقت أو الأبدي.
4. قلب اﻷم يتطلع لفلذات كبدها ليكونوا اﻷميز واﻷفضل واﻷكثر خُلقاً بين الناس، فاﻷم مدرسة في التربية والتوجيه؛ فهي لا تسمح لأحد بأن يكون قبل أولادها بنجاحهم ولا تسمح لأحد ليكون قبلها سوى أولادها.
5. قلب اﻷم كبير ومدرسة في السراء والضراء ويتحمل ﻹيمانها بسنّة الحياة؛ فهي مدرسة لا بل جامعة بالصبر والتحمل في الحياة.
6. مطلوب تفهّم عاطفة اﻷمومة وعدم إستغلالها أو إبتزازها أو حرمانها منها؛ ومطلوب إنصاف الأمهات من كل الجهات والأطراف لنضمن تربية مجتمع سوي لمستقبل أفضل.
7. تحية إجلال وإكبار لكل الأمهات اللواتي يبذلن جهودهم لتربية هذا الجيل الذي باتت كالنقش في الحجر؛ وكل الإعتزاز بالأمهات اللواتي بَنيْن ويبنين جيلاً يعيش لزمان غير زمانه؛ ولذلك يعلّمن أولادهن لزمان غير زمانهن فهم مخلوقون لزمان غير زمانهن.
بصراحة: قلب اﻷم بحجم بعض الورد وهو وطن اﻷبناء وبيئتهم الحاضنة، ومطلوب رد الجميل لها من اﻷبناء على جهودها وإخلاصها الدائم، ومطلوب ردّ الجميل لها من كل الناس بدءاً بزوجها ومحيطها ووصولاً لكل من تتعامل معه سواء في العمل أو غيره؛ ومطلوب تفهّم الوضع النفسي للأمهات وفق الزمان والمكان والحدث فهنّ يستحقنّ كل الإحترام والتقدير.
صباح اﻷم المثالية