كم تمنيت أن أرى الحقيقة في يوم ما، لكن للأسف أيقنا أن الحقيقة لن تكون إلا كلمات مكتوبة لا تحمل من اسمها أي معنى.
ومن النتائج التي ظهرت بسبب انعدام الحقيقة في مجتمعنا، والتي كان ضحيتها العديد من الأشياء والتي كانت من الممكن أن تكون عونا لنا، وللعديد من أبناء المجتمع، وتجزئة منها العديد من الأغصان وكان من أحدها 'الواسطة' التي أصبحت عائقا، يسلب حقوق الآخرين دون أي ضمير أو حساب، ليعطي الحق لشخص غير صاحب الحق ويسرق لقمة خبزه.
تحت معنى اسمي صنع ليكون مكافئة أو جوائز ترضية للبعض من أصحاب النفوس الرديئة للحصول على ما يريد مقابل تلك المكافئة المسلوبة من أيادي أصحابها.
وليكتمل نموها وتطال العديد من المواقع الصغيرة والكبيرة والتي أسهمت بعدها بالدخول إلى العديد من المنازل على أمل أن تعاد الحقوق الى أصحابها، والذي أصبحت في وقتنا الحالي متطلب رئيسي توضع بمقدمة المؤهلات.
وكم من المؤلم عندما نرى الكثير من أصحاب الخبرات والشهادات العلمية، ذات الأعمار التي بدأت تتجاوز الثلاثين، لا يدركون قوت يومهم، بعيدا عن تكاليف دراستهم الباهظة ومصاريفهم الشخصية التي أرهقت جيوب عائلاتهم نتيجة تلك القرارات العقيمة التي يأخذها البعض لخدمة نفسه، لا غيره، مستبعداً مخافة الله، ورغم اختلاف مؤهلاتهم العلمية، لكن الفرصة تبقى للأقوى.
هل سيأتي يوم وتكون أبواب تلك المكاتب مفتوحة، ويتم إعادة تلك الفرص لأصحابها لإظهار موهبتهم وقدرتهم على تطبيق خبراتهم على أرض الواقع، دون أي تمييز بين أبناء الطبقتين الدنيا والمتوسطة وأن يأخذوا حقهم كما أخذها أولاد الذوات من العائلات المعروفة،
لكي يبدأ بتحقيق حلمه رغم ضعف الواقع المعيشي والتي يعاني منه الكثير من الشباب ولكي يستطيع أن يضع أول خطواته والقدرة على إعانة نفسه.
دعو محاربة الواسطة تأتي، كمحاربة الإرهاب لما أرهقت العديد من دول العالم وذهب ضحيتها آلاف الأشخاص نتيجة تغول جماعات التطرف الإرهابي، التي تشابهت بالواسطة تماما لكن الضحايا كانت مختلفة.
وبرغم أن محاربتها، لن تكون من السهل لكن بالمحاولة والإصرار، سنكون قادرين على هزيمتها ورفع راية نصرنا.
والمحاولة خير برهان.