عمون - يمكن للمرأة أن تنعم بسنوات إضافية من الحياة دون أورام سرطانية أو أمراض قلبية أو إصابة بالسكري من النوع الثاني وغيرها من الأمراض المزمنة، إذا وضعت صحتها على رأس أولوياتها، واتبعت نمط حياة صحي.


غير أن حياة النساء أكثر ازدحاما بمسؤوليات تربية الأطفال والعناية بهم، وكذلك متطلبات العمل والحياة المهنية، ومثل هذا الأمر لا يسمح لهن بالاهتمام الكافي بصحتهن.

لكن عيشهن حياة أفضل ليس مستحيلا، إنه يحتاج فقط إلى بعض التغييرات البسيطة، التي يمكن أن تكون جزءا أساسيا في حياة كل امرأة، ما يساعد في إعادتها إلى طريق الصحة والعافية.

وتقدم الطبيبة رضوى محمد النزهي، أخصائية النساء والتوليد في عيادات المستشفى السعودي الألماني – جميرا خبرتها، التي تخطت العشر سنوات لمساعدة النساء على تجاوز مشكلاتهن الصحية في مجال حالات الحمل عالية الخطورة، والأمراض النسائية في مرحلة المراهقة، والتشخيص المبكر لسرطانات الجهاز التناسلي والإجراءات التجميلية النسائية.

من المعروف أن تكوين عادة قد يستغرق نحو 21 يوما. إذا بدأت في ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة، خمس مرات في الأسبوع على مدار 21 يوما، فسيكون النشاط البدني جزءا أساسيا من روتين حياتك. يمكنك ممارسة رياضة المشي، أو الذهاب إلى صالة رياضية قريبة، أو حتى القيام بجلسة رياضية ممتعة في أجواء الراحة بمنزلك أمام التلفاز، أو أي نشاط بدني تفضلينه للحفاظ على لياقتك وتحسين صحتك بشكل عام.


التغذية السليمة إحدى أساسيات الصحة والعافية. يمكنك الحفاظ على صحة جيدة باتباع نظام غذائي متوازن يبتعد عن الحميات الغذائية القاسية وكذلك عن تناول الأطعمة غير الصحية كتلك، التي تحتوي على الدهون والسكريات بشكل مبالغ. عليك الوصول إلى نظام متوازن يحتوي على كميات وافية من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة الغنية بالألياف والبروتين وغيرها من العناصر الأساسية المغذية. حاولي تجنب إغراءات الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة؛ لأنها تزيد من فرص الإصابة بأمراض السمنة والقلب وغيرها من الأمراض المزمنة.

وعلى النساء الحوامل والشابات في المرحلة العمرية للإنجاب تناول الأطعمة الغنية بحمض الفوليك مثل الخضروات الورقية والفول والموالح من الفواكه مثل البرتقال واليوسفي.

أما النساء في مرحلة انقطاع الطمث، فهن بحاجة إلى تناول كميات وافية من الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين “د” (الأطعمة البحرية والفواكه ومنتجات الألبان منخفضة الدسم) لمساعدتهن على تجنب مشكلات هشاشة العظام.

يساعد النوم الهادئ العميق على مقاومة علامات التقدم في العمر وكفاءة المخ في أداء وظائفه. وتؤثر نوعية النوم على التفكير والعمل والدراسة والسلوك والدافعية والتحكم في الضغوط، لذا يعد نمط النوم الصحي أساسيا في الحفاظ على صحة نفسية وبدنية جيدة.

التوتر يؤدي إلى أمراض شتى. قاومي الضغوط النفسية بممارسة التأمل؛ لأنه يخفض من مستويات القلق والتوتر ويحسن التركيز ويساعد على التحكم في الآلام المزمنة. يمكن للتأمل أيضا تحسين نوعية النوم ودعم الحالة الصحية العامة والمساعدة في الوصول إلى العافية.

احرصي على زيارة طبيبتك من أجل الفحوصات الروتينية. الاعتياد على مثل هذه العادة يساعد في الاكتشاف المبكر للأمراض أو الحالات المزمنة والتدخل العلاجي في الوقت المناسب. من الفحوصات الأساسية، التي يوصى بإجرائها بشكل منتظم، فحوصات الحوض وعنق الرحم والثدي وهشاشة العظام والكوليسترول وضغط الدم وغيرها من الفحوصات، التي يوصي بها الطبيب.

وتمثل هذه النصائح امتدادا لدراسات سابقة أكدت أن النساء اللواتي يتبعن عادات صحية يمكن أن ينعمن بعشر سنوات إضافية من الحياة دون سرطان أو أمراض قلبية أو مرض السكري من النوع الثاني، ويمكن للرجل أن ينعم بسبع سنوات إضافية من ذلك النوع من الحياة الصحية.

وقالت دراسة نشرتها المجلة الطبية البريطانية، إنه يتعين للحصول على تلك النتائج ممارسة تمارين اللياقة البدنية بانتظام، وعدم الإفراط في شرب الكحول، والحفاظ على وزن صحي ووجبات غذائية صحية والإقلاع عن التدخين.

وقال قائد فريق الباحثين، فرانك هو، من جامعة هارفارد، إن الدراسة تبعث “رسالة إيجابية للعامة مفادها أنهم لن يعيشوا سنوات إضافية فحسب، وإنما سيحيون حياة أفضل عبر اتباع نمط حياة صحي”.

وكشفت الدراسة عن أن الرجال والنساء الذين يدخنون أكثر من 15 سيجارة يوميا، والبدناء ممن يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 30، كان نصيبهم أقلّ من الحياة الخالية من الأمراض.

ومن النتائج التي انطبق ظهورها على الجنسين، أن اتباع نمط حياة صحي لا يقلّص خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والنوع الثاني من السكري فحسب، وإنما يحسّن كذلك من قدرة الرجال والنساء على المقاومة في حال الإصابة بأي من تلك الأمراض.

ويعد السرطان ومشاكل الأوعية الدموية والنوع الثاني من السكري من الأمراض الأكثر شيوعا في مراحل العمر المتقدمة، وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بنمط الحياة المتبّع.

ويعتقد أن البدانة أو السمنة المفرطة على سبيل المثال ترتبط بـ13 نوعا مختلفا من السرطانات، بينها سرطان الثدي والأمعاء والكُلى والكبد والمريء.

وأفادت بيانات من مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن أربعة من بين كل عشر إصابات بالمرض يمكن تفاديها عبر تغيير نمط الحياة المتبّع، كتقليص المقدار المتناول من اللحوم المصنعة، وزيادة المقدار المتناول من الألياف وحماية الجلد حين التعرّض للشمس.

واتسمت الدراسة بأنها موسعة وشاملة، ولم تغفل العوامل المتعلقة بأسلوب الحياة والمسؤولة بشكل مباشر عن إضافة سنوات من الحياة الخالية من الأمراض.

كما أشارت الدراسة إلى عوامل أخرى، كالتاريخ المرضي في العائلة والخلفية العِرقية والسِنّ، وهي عوامل كفيلة بالتأثير على نتائج الدراسة.
(البوابة)