المذكرة الامريكية الروسية التي قدمتها موسكو للامين العام لجامعة الدولة العربية والتي تنص على اشتراط تحقيق السلام الشامل في المنطقة قبل انضمام اسرائيل لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية في المنطقة ، تثير الاستغراب والاستهجان ،بل وتثير االسخط في آن.
لاسيما وان روسيا المحسوبة صديقة للعرب شريك في هذه المذكرة البغيضة.
علما بان المؤتمر الدولي الذي انعقد قبل خمس سنوات قد اقر انضمام اسرائيل الى المعاهدة بدون قيود او شروط لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية ...
والمؤتمر الحالي المنعقد في نيويورك تحاول كل من واشنطن وموسكو ومن لف لفهما الالتفاف على ذلك القرار الدولي الذي حظي في المؤتمر السابق باجماع الدول المشاركة ، لتجنيب اسرائيل الالتزام بالتخلي عن ترسانة اسلحتها النووية...
وبدلا من التزام اسرائيل بالانضمام لهذه المعاهدة الدولية تجهد الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها لجعل المؤتمر الحالي يركز فقط على حشد التاييد لتوجيه عقوبات اقتصادية وتجارية قاسية على ايران اذا لم تتخل عن منشآت نووية تقول انها للاغراض السلمية !!!
وذلك بحجة ان ايران تهدد الامن والسلام في المنطقة وفي العالم !!!
واللافت ان ثمة مزاعم امريكية واسرائيلية تؤكد ان معظم الدول العربية لا تشير من قريب او من بعيد الى ما تمتلكه اسرائيل من ترسانة نووية ،وان جل اهتمامها يتركز على مخاوفها من امتلاك ايران لاسلحة نووية.
لكن الشعوب العربية مجتمعة تعتبر اسرائيل العدوالاول والرئيسي لها ،وان ايران دولة صديقة مجاورة ويمكن التعايش معها على اساس مبدا حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير ... وتربط العرب بايران علاقات تاريخية ودينية ومصالح متبادلة ...
واحسب ان جامعة الدول العربية تصرعلى رفض المذكرة الامريكية الروسية المسخرة في مصلحة اسرائيل وامنها على حساب مصالح امتنا وامنها القومي ... وذلك لانها تشترط ايضا اخضاع اي منشاة نووية عربية للاغراض السلمية قائمة او محتمل قيامها للتفتيش.
ان المطالبة الامريكية الروسية بتاجيل اخضاع ترسانة الاسلحة النووية الاسرائيلية للرقابة الدولية وتاجيل تخلي اسرائيل عن اسلحتها النووية الى ما بعد تحقيق السلام الشامل في المنطقة ،مطالبة مضللة وغيرمقبولة ابدا ...
وذلك لان واشنطن وروسيا ومعهما المجتمع الدولي ومنظماته قد عجزت عن ارغام اسرائيل على القبول باستحقاقات السلام لاربع وثلاثين سنة ونيف ...
فما الذي يضمن الزام اسرائيل اليوم وبعد اليوم القبول باستحقاقات السلام ؟!!!...
وهنا يجب القول ، ان الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية مسؤولة مباشرة عن فشل عملية السلام ..وذلك لدعمها المتواصل عسكريا واقتصاديا وسياسيا لاسرائيل ولاطماعها في الاراضي العربية، والمقترح الامريكي الروسي الجديد امتداد لهذا الدعم الاستعماري الكريه ...
الراي