عندما كنا نرتاد السينمات قبل عقود، كان الربع ساعة الأول من وجودنا داخل قاعة العرض المتواضعة، ينقضي ونحن نسمع صوتا جهوريا يقول لنا بكل قوة وفخامة (مثلا):
« أحبت فأخلصت ، لكن القدر كان لها بالمرصاد، ولم تستطع سوى السقوط في الإغواء......ترقبوا فيلم(الإغواء الأخير) بطولة وحش الشاشة....»
وكان صاحب الصوت الجهوري يؤكد لنا بأن الفيلم (سكوب ملوّن) . وهذا ما كان يثلج صدورنا، خصوصا بعد عرفنا ان سكوب ملون ليس اسم ممثل يتواجد في جميع أفلام سينما أبو عدنان.
كانوا يعرضون علينا أسماء الكثير من الأفلام التي لم تصلنا قط، فقد كانت سينما سهيل في مادبا تتألف من بركس متواضع جدا، لا اعرف كيف كانت الطريقة التي يحصل فيها (أبو عدنان) على الأفلام ، لكنه بالتأكيد لم يكن يستطيع مجاراة سوق السينما الحديثة ، بل يتعامل مع الأفلام التي كان الدهر قد أكل عليها وشرب ونام.
يا سقالله ..ونحن نسمع اعلانات على التلفزيون الأردني والفضائيات يقول مثلا:
قريبا جدا:
« أحب وطنه وأخلص له، فخرج الى بلاد الغربة لينال أعلى الشهادات، وها هو يعود اليكم .......(سكوب ملون).
ببساطة ..إنها أفلام....مجرد أفلام!
الدستور