الحساسية الموسمية "حمى القش"
د. الصيدلانية طيب فاروسي
08-03-2021 10:14 PM
بالرغم من أن العالم حالياً مشغول بالكورونا والأشكال المتحورة الجديدة من الفيروس المسبب لها ومن ثم اللقاحات الخاصة بمقاومتها ومحاولة القضاء عليها ( افيروس ووهان 2019 وعائلته التي أسّسها في 2020 ومازالت فروعها تنتشر في هذا العام )، علينا أن لاننسى أن هناك الكثير من الأشخاص حول العالم ويقدًرون بالملايين يصابون بما يسمى حمى القش او الحساسية الموسمية في هذا الشهر بالذات وغالباً الشهر القادم تزامنا مع بداية فصل الربيع فصل تفتّح براعم الأزهار وألوانها المشرقة وجمال البساط الاخضر الذي يفترش مساحات الأرض والذي يحتضنها بين جنباته بكل نشوة الفرح الذي تشعر به الطيور المهاجرة عند عودتها إلى أوطانها...
الحساسية بشكل عام والتي هي رد فعل مبالغ فيه من الجهاز المناعي في الجسم تجاه مادة معينة يعتبرها ضارة له لا يقتصر المسبب الرئيسي لها فقط على حبوب الطلع ( غبار الطلع ) الذي تنشره الأزهار في الجو بواسطة الهواء لتتم عملية التلقيح والتكاثر فيما بينها وهذا ما يحصل في فصل الربيع ولكن هناك مسببات أخرى تأتي في فصل أو وقت معين من السنة او في جميع الأوقات مثل روائح كيماوية ( عوادم السيارات، منظفات، دهان.... ) أو العث الموجود في البيوت من موكيت وسجاد أو مفارش الأسرّة ومكيفات الهواء، وربما يكون السبب مادة معينة موجودة في طعام أو دواء أو أشياء مستخدمة في البيوت .
حديثنا الآن عن الحساسية الموسمية والتي تسببها النباتات وبالذات حبوب اللقاح ( غبار الطلع كما ذكرنا ).
آلية حدوث التحسس داخل جسم الانسان :
غبار الطلع أو حبوب اللقاح تؤثر على الاغشية المخاطية للانف والعينين عندما تدخل الجسم، وعندها يتنبّه الجهاز المناعي لها ويعتقد انها مواد ضارة فيفرز مواد بروتينية مخصصة لمهاجمة الأجسام الغريبة وحماية أجسامنا من احداث أضرار وأمراض فيها، وبمجرد ملامسة حبوب اللقاح لهذه المواد البروتينية ( الأجسام المضادة ) الموجودة والمرتبطة بالخلايا داخل أنسجة الملتحمة والانف المخاطية تفرز الانسجة هذه مركبات كيميائية مثل الهيستامين والليكوترين هي من يسبب الاعراض التي تظهر على الانسان من عطاس وسعال تحسسي ودموع واحمرار وحكاك في العيون وسقف الحلق وسيلان في الانف وفي الحالات الحادة وعند بعض الأشخاص طفح جلدي وتورم وصعوبة في التنفس ونوبات من الربو ...
العلاج : قبل البدء بخطة العلاج يجب ان يتم تشخيص النوع المسبب بالحساسية للشخص المصاب بها ( قد يكون من شجر زيتون أو أي نوع آخر من النباتات ) وذلك عن طريق فحوصات الجلد أو فحص الأجسام المضادة في الدم.
الأدوية المستخدمة في علاج الحساسية الموسمية او حمى القش :
هناك العديد منها وبأشكال مختلفة قد تكون حبوب أو بخاخات للانف والفم أو ابر للحقن وقطرات عينية وانفية ومراهم أو كريمات جلدية.
من الأدوية شائعة الاستعمال :
*مضادات الهيستامين والتي اغلبها يسبب النعاس ومنها الأجيال القديمة مثل " كلورفينيرامين ، بروميتازين "، ومنها الأجيال الحديثة متل " لوراديتين ، سيتريزين ، ديسلوراديتين " وهي أقل تأثيرا للنعاس من الجيل القديم.
*مضادات الاحتقان مثل " بسيدوايفدرين ، اكسيلو ميتازولين "
مع الاخذ بعين الاعتبار ان هذه الادوية لا تعطى الا باستشارة الطبيب لانها لا تعطى أو تعطى بحذر شديد للحوامل ومرضى القلب وارتفاع الضغط الشرياني ومرضى فرط نشاط الذوق والمصابين بالغلوعوما ( المياه الزرقاء ) في العين.
*الكورتيزونات بشكل إبر حقن تعطى قبل بدء موسم الحساسية ويستمر مفعولها لشهر او 3 او 6 أشهر وهي غير مرغوب فيها في بلاد أخرى مثل امريكا مثلاً.
وهناك بخاخات للانف والفم وقطرات للعين يدخل في تركيبها الكورتيزون وقد يتم مشاركة هذه البخاخات مع أدوية الربو في الحالات الشديدة. ومع ملاحظة ان قطرات العين الكورتيزونية تُعطى بحذر للمصابين في اضطرابات بالعين.
* بخاخات الانف التي تحتوي مضادات احتقان وهي تُعطى لفترات قصيرة لا تتعدى ال 3 أيام لئلا يعود الاحتقان مرة اخرى وبشكل أسوء من السابق.
* أدوية مثل دواء السينكولير ( مونتيلوكاست ) تستخدم لمنع اطلاق المواد الكيماوية من جهاز المناعة في الجسم والتي تسبب أعراض الحساسية وهي تستخدم في حال عدم نجاعة مضادات الهيستامين ، ولكنها قد تسبب أرق واكتئاب وقلق في بعض الأحيان.
الوقاية خير من العلاج :
* تجنب مسببات الحساسية قدر الامكان بعد معرفتها وحصرها طبعاً .
* عدم الخروج من المنزل في موسم الحساسية بدون ارتداء نظارات شمسية وكمامات تغطي الانف والفم والتي هي ضرورة حتمية الآن في زمن الكورونا .
* تنارل العلاج المناسب بعد تشخيص الطبيب المعالج قبل أو عند ظهور أعراض الحساسية .