أعتبر شهر مارس شهر المرأة ففيه يوم المرأة وفيه عيد الأم. موضوع المرأة موضوع قديم جديد ذو شجون اختلط فيه الحابل بالنابل، حيث يعمد البعض إلى خلط الأوراق بطريقة غير صحيحة!!.
من حيث المبدأ فلا حياة بدون المرأة ولا جنة بدون المرأة، فهي سر من أسرار هذه الحياة، المخلوق العجيب الذي خلق من نفس طينة الرجل حيث يجذب مغناطيس المرأة ذرات الحديد في الرجل رغم أنفه لحكمة أرادها الخالق سبحانه لتزدهر الحياة، فالجنة لا تصلح لآدم إلا بوجود حواء، والأرض لن تتم عمارتها إلا بوجود حواء.
فريق متخلف جعل حواء سبب البلاء وألصق بها تهمة الإغواء لآدم بينما كلام الله المعتبر يقول (فأزلهما الشيطان) فلا أفعى ولا وسوسة من حواء بل هي مخطئة كما أخطأ هو.
نزلت إلى الأرض لعمارتها فكل إعمار يشتركان فيه، وكل إفساد يشتركان فيه. تعمل مثلما يعمل من تعليم وتربية وأمن وقتال وزراعة وتجارة وبناء وإعمار. ولا توجد مهنة ولا عمل لا تستطيعه المرأة فقد قادت دولة باحتراف "بلقيس" و"ميركل" و"انديرا غاندي" و"ثاتشر" وافتقدنا في رؤساء وقادة حكومات الحكمةَ التي تمتعت بها رئيسة وزراء نيوزلندا بينما هوى إلى القعر رجال يحملون "الشنبات" في وجوههم فدمروا وخربو "هتلر، موسوليني، ماركوس، فرانكو، لينين، ستالين، هيلاسلاسي،" ولن أتكلم عن العرب خشية على نفسي لأن الديمقراطية العربية في ذروتها!!.
لكن هذه الطاقة الإيجابية للمرأة في البناء والإعمار لا علاقة لها بالهدم والتخريب من الرقص الشرقي وعرض السيقان وتجارة الرقيق الأبيض وعرض الأزياء والتجارة بشرف المرأة. هذه ونحوها اعتداء على المرأة لا يقل عن همجية الصرب يوم اعتدوا على النساء المسلمات في التسعينات، ولا يقل عن همجية داعش في "السبايا" والاعتداء على شرف الأزيديات، ولا اعتداءات ماركوس الفلبين على النساء المسلمات الحوامل.
المرأة التي نحتفل بها ذات عقل وأداء وأخلاق وهوية. وإذا أردنا تكريم المرأة والاحتفال بها فلتكن مريم وآسيا وخديجة وفاطمة وأسماء والخنساء وبنت الشاطئ وبنان طنطاوي ومروة القاوقجي وأمثالهن هن النساء القدوة وليس من سموها الأم المثالية زورا و"بهتانا" ولا المسابقات في عرض المفاتن عل الشاشات. المرأة كائن قادر على الفعل الإيجابي من ارتياد الفضاء الى الاختراع فالتعليم والجندية والقيادة والطبابة وشتى مجالات الحياة.
نريد حركة نسائية تسند أخوات الرجال وأمهات الرجال وصانعات الرجال وأن تتبرأ هذه الحركة من كل من لا تتشرف المرأة بهن في هذا العالم.