ليس من المستغرب أبداً أن نرى استقالة وزير العمل بعد يوم واحد من أداء اليمين الدستورية؛ لأن الحكاية بدأت من خلال استعراضات على مواقع التواصل الاجتماعي؛ والتي أوصلت ذلك الوزير إلى موقع المسؤولية وتسلم إحدى أهم الحقائب الوزارية، بالإضافة إلى تسلم ملف الاستثمار الذي يُعد أولوية قصوى بحاجة لها الوطن وتندرج تحت ما يسمى بنداء الواجب، ولكن السؤال المهم: هل الوقت والظرف مناسبين لمثل تلك المناورات الهزلية والاستعراضات لكسب البطولات أو الشعبويات؟؟،
إن استخدام الوزير لهذا الاسلوب لمحاولة العودة لمراكز أخرى ولمواقع التواصل الاجتماعي باستعراض بطولي، ومحاولة إعادة ما كان قد فقده من المتابعين والمهتمين بسبب ضعف الأداء، وعدم القدرة على تطبيق النظريات التي أشبع منها المتابعين، فهذا غير مقبول إطلاقاً، لأننا جميعاً كقطاع خاص أو ممثلي المجتمع المدني، نصبو نحو الهدف الأسمى وهو المحافظة على مقدرات الوطن، والعمل على بذل أقصى الجهود من أجل استمرار عجلة التنمية والبناء وايجاد الحلول والسبل الكفيلة بالولوج إلى بر الامان وعلى كافة الأصعدة؛ سواء معالجة الواقع الصحي ومجابهة جائحة كورونا، أو على صعيد الاستمرار بالعمل كفريق واحد من قبل القطاعين العام والخاص.
أما المفارقة المستغربة من جهةً اخرى، كيف بوزير ان يقوم بمثل ذلك التصرف اللامسؤول بعد يوم واحد فقط من أداء القسم؟؟، اما كان من الاجدى له بأن يقوم بتنفيذ رؤيا القائد حول الاستثمار، في الوقت الذي أشار فيه جلالته في اكثر من محفل إلى وجود مستثمرين مهتمين بالاستثمار في الأردن ضمن قطاعات عديدة، إيمانا منهم بأن الأردن يمتلك مزايا نوعية وخاصة لا يمتلكها غيرنا في المنطقة، وبالتالي فإن الرهان على تكامل الطاقات البشرية والخبرات العلمية النوعية الواسعة لدى شبابنا، يقودهم وزير مسؤول وحريص على مصلحة البلد!!!
إن من البديهي لأي مواطن أو مسؤول ان يترفع عن أية مهاترات في هذا الظرف الاستثنائي، حيث ان الوطن بحاجة الى جهود كل أبنائه المخلصين والنشامى لوقوف جنبا الى جنب في خندق واحد، وهو خندق مصلحة الوطن ورفعته للمضي قُدماً لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة.
أما وان الوزير الذي أراد إثارة الزوابع خلفه يقول في استقالته أن (الخاسر من استقالته هو الوطن!!!) فلا يحق له أن يقول هذا الكلام، لأن الوطن أكبر من الجميع ولا يتأثر بمزاودة أو إنسحاب مسؤول يتخذ التنظير طريقةً وأسلوب للمزاودة , والاستعراض!!، وهذا الكلام مردود على من قاله جملةً وتفصيلاً!!
الوطن اليوم بحاجة لجميع المخلصين من أبناءه للنهوض به في ظل هذه الظروف الاستثنائية، والحاجة ملحة الآن لمساندة الجهود الحكومية لإحداث ثورة في مجالات الاستثمار كافة، ونحن بأمس الحاجة الى وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع ملفات الاستثمار وقضايا المستثمرين، وتنهي المعيقات البيروقراطية التي لا زالت تشكل العائق الاكبر أمام الاستثمارات والمستثمرين، بعيداً عن مبالغة المزاودين.