لم يكن هذا اليوم في أصله وفصله الا تعبيرا غربيا ثم شرقيا يعكس واقع المرأة المثقلة بالاعباء والهموم والتي تناضل للوصول إلى حقوقها التي ترنو إليها. وكان اول احتفال بهذا اليوم في عام ١٩٤٥ من خلال الاتحاد النسائي العالمي في فرنسا تعبيرا عن التقدير والاحترام.
فهذه الفكرة مستوردة من خارج العالم العربي ومن دول تعمل فيها المرأة ليلا ونهارا للحصول على لقمة العيش في ظروف قاسية وصعبة وانعكاس سلبي على وضع الأسرة وقوامها وفقدان العاطفة والتفكك الأسرى الذي تعاني منه تلك الدول.
اما في مجتمعنا وقبل الانحرافات التي إصابته فالمرأة مبجلة ومحترمة ولها قدسية خاصة ومهن واعمال محصورة في مجالات معينة ملحة وضرورية لمسيرة العمل العام ولم يكن مجتمعنا ليزجها في أعمال تمتهن كرامتها وتحملها فوق طاقتها وتنأي بها عن بيئتها الاسريه وتربية أبنائها وتنشئتهم التنشئة السليمة.
ولقد كرمت شريعتنا الغراء المرأة باعطائها حقوقها كاملة غير منقوصة ابتداء من الصداق وتحميل الرجل لنفقتها إلى حقها في الميراث واعفائها من التكاليف الشرعية المطلوبة من الرجل.
ان أسمى تكريم للمرأة يتمثل في صون كرامتها وعدم تعريضها للابتزاز وعدم تحميلها للاعمال الشاقه التي يقوم بها الرجل وتفريغها لتربية النشىء وتعليمه وبناء الأسرة المتماسكة.
وهي بهذا تشكل مملكة في بيتها ومظلة للاسرة وحضنا دافئا لأبنائها وبناتها واحترامها واجب في كل يوم إذ انها الزوجة والأم والأخت والابنه ورضاها واجب محتوم والدعوة إلى مساواتها بالرجل دعوة ينقصها الحكمة ويعوزها العقل فقد خلقت وفي جبلتها قوي وصفات مغايرة للرجل ولها مهامها واختصاصاتها ومزاياها.
اننا مع تكريم المرأة في كل وقت وزمن وليس في يوم واحد فالكرامة والشرف والتقدير له ديمومة واستمرارية وينبغي ان لا تنتقص حقوقها وان يقف المجتمع سدا منيعا أمام اي انحراف بها عن دربها الرشيد.