نبيل الشريف وداعاً .. شيم الألى انت منهمُ
يوسف عبدالله محمود
08-03-2021 11:13 AM
نبيل الشريف وداعاً. ترجلّت مبكراً، لكنها مشيئة الله.
شيم الالى انت منهم والأصلُ تتبعه الفروعُ
ترحل عنا قامة وطنية مشهوداً لصاحبها بالاخلاص والتفاني في خدمة وطن بادله حباً بحب.
في كل المواقع الرسمية التي شغلها سجل بصمة لا تُمحى. ورث عن آبائه واجداده نُبلاً ما بعده نُبل. له من اسمه نصيب وأي نصيب.
حين عرفته عن قرب آنستُ منه الودّ والطيبة. كان ذلك قبل عشرين عاماً حين زرته في مكتبه بجريدة الدستور التي كان رئيساً لتحريرها لأستأذنه بعمل حوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وعلى الفور رحب بالفكرة. وحين عرضت عليه -رحمه الله- ان أُطلعه على اسئلة الحوار تبسم وقال: انت حر في صوغ الأسئلة. وكان ان تم الحوار وتم نشره في جريدة الدستور.
وبعد مدة طلب مني ان استضيف الرئيس الفلسطيني باسم ادارة الدستور لعقد ندوة في قاعتها تحضرها نخبة من الاعلاميين والمثقفين. وبعون الله استجاب الأخ ابو مازن ملبياً الدعوة.
ترحل عنا ابا طارق مبكياً على مناقبك الحميدة. ترحل عَفّ الإهاب نظيف اليد، حسن السيرة. ما من منصب شغلته إلاّ ورفعت من شأنه. لم تنافق لتصل، كفاءتك واخلاصك اوصلاك الى أعلى المناصب.
لقد قيل ذكر المرء عمره الثاني.
أيها العزيز الراحل، لقد ورثت الوفاء عن آباء صدق شغلتهم هموم الوطن.
ينطبق عليك أيها الراحل العزيز قول الشاعر:
ولم أجد الانسان الا ابن سعيه بمن كان اسعى كان بالمجد أجدرا
ولم يتأخر من اراد تقدماً ولم يتقدم من أراد تأخرا
على امتداد حياتك لم تقرب امراً حراماً ايماناً منك أن حلاوة الأمر الحرام تفنى ويبقى مريرها.
الى جنة الخلد أيها الأخ والصديق.
وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بُد يوماً ان تُرد الواداع