ضحكت على كاريكاتير الفنان عماد حجاج ، الذي يظهر فيه طبيب يرفض أن يعالج مريضاً ، قبل أن يأخذ مرافقوه حُقن تهدئة أعصاب تحملها ممرضة في صينية ، وعاودني ضحك مر على قرار اتخذته وزارة الصحة ، بالتعاون مع مديرية الأمن العام ، يقضي بتثبيت نقطة أمنية في مستشفى البشير ، تحسباً لأي اعتداء قد يقع على الأطباء. هل يعني هذا سيراً نحو مبدأ: شرطي مع كل طبيب؟،.
أعتقد أن القرار يوازي الفكرة ، التي طرحتها وزارة الداخلية ، بايجاد نقطة حراسة دائمة ، على مدخل العمارة الفارغة قرب دوار جمال عبدالناصر(الداخلية) ، والتي تزايدت حالات التهديد الانتحار من فوقها. وفي المجمل فإن هذين القرارين يوازيان عملية تثبيت ورشة تصليح ميكانيكية ، بكامل روافعها ومفاتيحها ومفكاتها ، عند كل حفرة عميقة في شارع،،.
لماذا نعالج العرض ، ولا نلامس أو نعالج المرض؟، ، لماذا نسعى إلى فتح ورشة تصبيح ، بدل أن نطمر الحفرة ونريح ونستريح؟، ، لماذا نثبت نقطة حراسة تظهرنا بمظهر السذاجة ، عند عمارة فارغة ، بدل أن ندرس الأسباب التي تجعل شبابنا يهددون بالانتحار بطريقة إعلانية ، غرضها لفت الأنظار من فوقها؟، ، ولماذا نجعل شرطياً في ظل كل طبيب ، بدل أن نبحث عن جرثومة هذا المرض المجتمعي؟،.
وسأعيد طرح الأسئلة التي طرحها قبل أيام زميلي حسين العموش: لماذا أطباء الحكومة تحديداً هم من تقع عليهم اعتداءات المراجعين؟، ، لماذا لما نسمع عن اعتداء على أطباء في عياداتهم ، أو في أقسام طوارئ المستشفيات الخاصة؟،.
أنا مع تغليظ العقوبة على كل من يعتدي على طبيب ، لكن سيبقى في وجداننا الشعبي والإنساني ، أمر نغفله ، أو نتغافل عنه ، وهو حالة (لاقيني ولا تداويني) ، في إشارة أكثر من واضحة لضرورة أن يتمثل فينا ، وفي أطبائنا الأعزاء ، هذا البلسم الشافي المعافي ، فالمريض وذووه يكونون في حالة مربكة ومزاج منفعل ، وهم يرون مريضهم يتلوى ألماً. فماذا لو استقبلناهم بأهم أسباب العلاج وأولها ، ماذا لو تلقيناهم بابتسامة ، وكلمة لطيفة ، وعبارة مطمئنة؟،.
طبعاً ، هناك أسباب أخرى لهذا المرض ، ولكن يتذكر كثيرون منا ، كيف عادوا في بعض حالات مرضهم من عند أطباء رائعين ، وقد أحسوا بالشفاء ، قبل أخذهم الدواء.
إنها الكلمة الطيبة ، والبسمة الملبسمة ، التي تطفئ الغضب ، وتريح النفوس وتطمئنها.
ramzi279@hotmail.com
الدستور