الأمير القائد الحكيم .. القريب من الشعب وقضاياه
نور الدباس
07-03-2021 11:36 AM
عسكري بامتياز، ملازم أول في القوات المسلحة، ولي العهد سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني، اظهرالبساطة والوضوح مع الخبرة الواسعة على الرغم من صغر سنه، في مقابلته المتلفزة، والتي انتظرها الملايين، لمتابعة رؤية أميرهم ووجهة نظره للمستقبل، تحدث ولي العهد عن العديد من القضايا التي تمس الوطن والمواطن، قضايا لطالما كانت محور حديث الشارع الاردني، مقابلة كانت مقتضبة لكنها تزخر بالعديد من المعلومات والاراء التي تهم المجتمع بشكل عام.
العسكرية كانت بداية محور الحديث، وهذا نهج الهاشميين منذ القدم وارتباطهم العميق بالضباط العسكريين العاملين والمتقاعدين، كيف لا؟ والهاشميون يعربون دائماً عن اعتزازهم بالجيش العربي، والذي يعتبر المدرسة التي تعلم الانضباط والإلتزام وحب الوطن.
فبعد أن تخرج من الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست في بريطانيا وأنهى متطلبات التخرج في عام 2017، وهي نفس الأكاديمية التي تخرج منها والده جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، وجده المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، شارك إلى جانب أفراد القوات المسلحة الأردنية في العديد من الدورات التدريبية العسكرية والمتخصصة الميدانية وفي القفز المظلي والعمليات الخاصة والقوّات البحريّة، وتدرب على مختلف صنوف المهارات والعمليات القتالية، وحصل على دورة قيادة الزوارق ودورة الغطس التعبوي في القوة البحرية الملكية الأردنية، وشارك مجموعة الزوارق المقاتلة في الواجبات والدوريات والتمارين عام 2019، وشارك أيضاً في تمارين القفز المظلي في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 2021 أشرف ولي العهد على على إعداد برنامج “رفاق السلاح” لدعم المتقاعدين العسكريين والذي يتكون من خمسة محاور، جرى وضعها بناء على التوجيهات الملكية السامية لدعم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، من خلال لجنة شُكلت لهذا البرنامج مكونة من من رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشارة جلالة الملك للسياسات، ومحافظ البنك المركزي، ومديرا المخابرات العامة والأمن العام، حيث تم الإعلان عن برنامج رفاق السلاح في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، الذي يصادف 15 شباط من كل عام، ويشمل البرنامج خمسة محاور تشمل ثلاثة محاور مادية، ومحورين معنويين، تتمثل في تسريع دور قروض الإسكان العسكري والاستفادة من الخدمات المصرفية التي يقدمها صندوق الائتمان العسكري وبرنامج المنافع والخصومات ضمن شبكة واسعة من التجار والموردين وإيجاد مسارات خاصة للمتقاعدين في مختلف الدوائر والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى الدورات التوجيهية والتدريبية لضباط الصف قبل التقاعد.
في عام 2015، أصبح الأمير الحسين أصغر شخص على الإطلاق يرأس جلسة لمجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وأثناء الاجتماع أشرف الأمير على نقاش حول أساليب منع الشباب من الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، إن الامير حسين "لم يبلغ بعد 21 عامًا، ولكنه بالفعل زعيم في القرن الحادي والعشرين"، وحينها اعتمد مجلس الأمن بالإجماع القرار 2250 والذي كان تحت عنوان "صون السلام والأمن الدوليين"؛ وكان قد تم تقديم القرار بمبادرة من الأردن خلال الجلسة التي ترأّسها الأمير الحسين.
في أيار من العام 2017 ، ألقى الأمير الحسين الخطاب الترحيبي خلال جلسة المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس التي عقدت على الشواطئ الأردنية في البحر الميت، وفي شهر أيلول من عام 2017 ، بعد تخرجه من كلية ساندهيرست، ألقى خطاب الأردن في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولأنه من فئة الشباب، فإن تركيزه الدائم حول رفع قدراتهم ومهاراتهم لتحقيق الاهداف وحتى يكونوا عناصر منتجة، تساهم في رفعة الوطن ودولة الانتاج، وذلك من خلال مبادرات قامت بها مؤسسة ولي العهد لتأهيل الشباب، فالأمير الحسين يؤمن بالشباب وبضرورة تمكينهم وتأهيلهم للمستقبل ليقوموا بأدوار ريادية في مختلف المجالات وفي كافة العلوم، فهو الراعي لفعاليات المنتدى العالمي الأول للشباب و السلام والأمن عام 2015 في الأردن، ويؤمن بدور الشباب في مكافحة التطرف العنيف وتعزيز السلام، وتحفيزهم نحو الإبتكار والريادة وتوجيههم للعمل التقني والمهني والمشاركة في خدمة وتطوّر المجتمع، وأهمية التعليم المبنيّ على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وجذب اهتمام طلبة المدارس والجامعات العلمية والعملية المطلوبة في سوق العمل المحليّ والإقليمي والدولي.
ومنذ سنّ مبكرة، كان الأمير الشاب حاضراً بدوره المسؤول في المملكة الأردنية بمختلف قضاياها، وأولى اهتماماً واسعاً بالشباب والأطفال، بالإضافة إلى اهتمامه بالمجال الرياضي، وبدأ العمل مُبكراً بالعديد من المبادرات الاجتماعية والتنموية والإنسانية، التي تمكنت إثر نشاطه ورعايته الكبيرة لها من الوصول لشريحة واسعة من المستفيدين منها في مختلف محافظات الأردن، وعقب النجاحات الملموسة لهذا المبادرات، تم تأسيس وإنشاء مؤسسة «ولي العهد»، التي أصبحت تشكل المظلة القانونية لهذه المبادرات.
تم تأسيس مؤسسة ولي العهد عام 2015، وانبثقت مبادراتها في جميع محافظات الأردن لتجسّد على أرض الواقع إيمان سمو الأمير الحسين بأن الشباب الأردني لديهم القدرة على تحقيق أعظم الإنجازات إذا تم تسليحهم بالمهارات والوسائل اللازمة لتأدية دورهم في العملية التنمويّة كمواطنين فاعلين، وتهدف المؤسسة إلى المساهمة في أعمال التنمية وتطوير العمل الخيري والاجتماعي والتطوعي وتوفير الدعم اللازم للشباب من خلال، المساهمة في التنمية الشاملة في مختلف محافظات المملكة بما في ذلك تقديم الدعم المباشر للمجتمعات المحلية، وإقامة المشاريع والأنشطة العلمية والثقافية والرياضية والتعليمية والاجتماعية والمهنية والصحية والريادية وغيرها، بهدف تنمية مواهب الشباب وتحسين مستوى معيشتهم، كما تهدف إلى التعاون مع الأفراد والجمعيات والمؤسسات والشركات العاملة في المملكة في أنشطتها التي لها علاقة بأهداف المؤسسة، والمشاركة في تأسيس الجمعيات والشركات غير الربحية أو المساهمة أو المشاركة فيها وفقاً للتشريعات النافذة.
تشرف مؤسسة ولي العهد على عدة مبادرات وطنية وانسانية و جامعة الحسين التقنية، أنشأت المؤسسة مبادرة "حقق"، والتي تهدف إلى تشجيع الشباب على العمل التطوعي، وأنشأت برنامج ناسا للتدريب الداخلي ؛ ومبادرة MASAR لتشجيع الابتكار في مجال تكنولوجيا الفضاء؛ ومبادرة السمع بلا حدود التي تمول غرسات القوقعة الصناعية للأردنيين ضعاف السمع، حيث بدأ المتدربون من برنامج ناسا في بناء مكعبات (قمر صناعي صغير) اسمه JY1، حيث أنه أول قمر صناعي أردني تم إطلاقه في 2018، كما تعد منصة "نوى" ومنصة "نحن" الذراع التطوعي لمؤسسة ولي العهد، والتي تهدف لمضاعفة العمل الخيري وتنمية حس المسؤولية المجتمعية، حيث أسست لرفع الوعي حول القضايا الإجتماعية والتنموية الهامة التي تساهم في بناء مستقبل مشرق، حيث تطمح مبادرة "نوى" أن ترفع سوية العمل الخيري في المملكة، كما تم إطلاق مبادرة "ض"، والتي تهدف إلى خلق نموذج فريد للشباب المؤمن بلغته، والساعي لإبراز هويته، كما تهدف إلى إدراج اللغة العربية ضمن تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، والتي تستند إلى الثورة الرقمية وما يندرج تحتها من مجالات، مثل: الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء.
ولي العهد، صاحب المبادرات القريب من نبض الشارع الأردني، لم يتوان يوماً في تحقيق مسيرة التقدم لأبناء شعبه، الارتقاء والتقدم والنجاح عنوان مسيرته، فليحفظكم الله سيدي.