المقابلة التلفزيونية الاولى مع ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله أثارت الإعجاب، وقوبلت بالاستحسان.
ففي اول ظهور على شاشة محلية هي التلفزيون الاردني بدا الامير متزناً وصادقاً لكن الأهم واثقاً من أهدافه ورؤيته.
لا أخفي إعجابي بانتقاء الأمير لعباراته لكن الأهم هو تلخيصه المثير لآليات مواجهة التحديات الاقتصادية وقد اعتبرها جوهر التحديات.. تحديد الهدف ومأسسة العمل والجرأة في اتخاذ القرار، بصراحة هذا هو ما ينقص المسؤولين لكن الاهم في الاخطاء هو تبدل السياسات مع تبدل المسؤولين وكأن العمل منقطع عما قبله بمعنى غياب تراكم الإنجاز والضعف في استكمال حلقاته حتى اتمامه.
سيحتاج اللقاء إلى إلقاء الضوء على العبارات والأهداف التي نطق بها الأمير ليس في تكرارها أو مدحها، بل بفتح الملفات التي أشار إليها باختصار.
الصدى الإيجابي الذي حظي به اللقاء داخل الأردن لا يمنع من ابداء ملاحظة هنا أو هناك فالملاحظة السريعة التي أشار إليها الأمير حول تأخير الحصول على لقاحات كورونا ربما ستحتاج إلى إيضاحات اكبر من المسؤولين في القطاع الصحي الذين يملؤون الفضاء يوميا بصخب التصريحات غير المفيدة للناس ويتعين عليهم شرح اسباب التأخير وما إذا كان بسبب الحرب الضارة والمستعرة بين شركات الدواء من جهة والدول الغنية التي تريد احتكار اللقاحات والمتاجرة بها من جهة اخرى او لتقصير محلي.
وكأن الأمير يريد أن يقول أن لوباء كورونا ضحايا ليسوا فقط اولئك الذين وقعوا تحت رحمة المرض ولم ينجوا منه انما غير القادرين على الحصول على اللقاح دولاً وشعوباً.
صحيح أن ولي العهد لا يملك صلاحيات دستورية لتوجيه الحكومة، لكنه يتمتع بروح شابة وبمواقف سياسية واجتماعية يمتلكها جيل كامل وموقع يؤهله لابداء الملاحظات وتوجيه النقد احيانا.
ظهور الامير على شاشة التلفزيون الرسمي بوصفه ولياً لعهد الأردن، وبصفته يمثل رؤية جيل كامل سيكون مسؤولا عن عقود قادمة في سلم مئوية الدولة الثانية ظهور مهم لاستشراف المستقبل.
هذا لن يكون الظهور الإعلامي الاخير لولي العهد وستكون هناك لقاءات اخرى محلية ودولية فاللقاء سيفتح شهية الإعلام الدولي لاجراء مقابلات ستكون أوسع واكثر جرأة مع الامير الذي لا تنقصه الصراحة ولا الثقة بالنفس ولا تراكم الخبرة الموروثة.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي