الزيارة التاريخية الى العراق
لانا ارناؤوط
06-03-2021 03:39 PM
تأتي زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس الى العراق في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة ويشهدها العراق تحديدا الذي عانى لسنوات طويلة من الحروب والطائفية هي بمثابة دعوة صادقة للعراقيين لمحاولة انهاء الخلافات والصراعات ونبذ الطائفية والتعايش المشترك.
وتعتبر هذه الزيارة هي الاولى خارج الفاتيكان منذ تفشي وباء كورونا والزيارة الاولى في التاريخ لحبر اعظم الى العراق ولذلك تعتبر زيارة تاريخية حيث كانت هناك دائما محاولات لمثل هذه الزيارة عبر السنوات الماضية فشلت جميعها لعدة ظروف. وهذه هي المرة الاولى التي يتم فيها لقاء على هذا المستوى بين رأس الكنيسة الكاثوليكية والمرجعية الشيعية العراقية والذي يرى فيها البعض انها تتمة لقمة ابو ظبي في عام ٢٠١٩ بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر الشريف التي تمخض عنها توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، وقد عرف البابا فرانسيس منذ توليه منصبه عام 2013 بدعمه الدائم للفقراء والمهمشين والمتعبين وها هو الان يقوم بزيارة لأكثر المناطق دموية كرسول للمتعبين، وقال البابا إن زيارته تهدف الى التعبير عن التضامن مع الطائفة المسيحية في العراق ومع اولئك الذين سقطوا ضحية هجمات
بدوافع دينية على ايدي متشددين، وكان الشعار الذي اطلقه البابا فرانسيس (انتم جميعكم اخوة) دعوة صادقة لكل العراقيين بشتى اطيافهم وهو يحاول ان يعيد للعراق مجده التاريخي والثقافي والحضاري الذي كان مهدا للكثير من الأنبياء ومسقط رأس النبي ابراهيم عليه السالم. .
واضاف: "فلتصمت الأسلحة"، "وليكن الدين في خدمة السلام والأخّوة وإن الإختلاف الثقافي والديني يجب ان يكون عونا ثمينا ومفيدا وليس شيئا يتم السعي الى التخلص منه وان الله يدعو الى المحبة وليس الى التشريد والإرهاب من اجل تسليم عالم اكثر عدالة وأكثر انسانية للأجيال القادمة وهذا يتطلب من الجميع الجهد والالتزام وخاصة الزعامات الدينية والروحية التي لها تأثير كبير في المجتمعات مع ضرورة تغليب العقل والحكمة خاصة في ظل تفشي وباء كورونا الذي يشهده العالم اجمع والذي زاد من الاعباء والفقر والجوع في العالم وخلص تحديات جديدة.